للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أتوعدُني بقومكَ يا بن سُعدى ... وذلكَ من ملمّاتِ الخطوبِ

وحولي من بني أسدٍ حلولٌ ... مبنٌّ بينَ شبَّانٍ وشيبِ

بأيديهمْ صوارمُ للتَّداني ... وإنْ بعدوا فوافيةُ الكعوبِ

همُ ضربوا قوانسَ خيلِ حجرٍ ... تُحيتَ الرَّدهِ في يومٍ عصيبِ

وهمْ تركوا عُتيبةَ في مكرِّ ... بطعنةِ لا ألفّ ولا هيوبِ

وهم تركوا غداةَ بني نميرٍ ... شريحاً بينَ ضبعانٍ وذيبِ

وهم وردوا الجفارَ على تميمٍ ... بكلِّ سميدعٍ بطلٍ نجيبِ

وحيَّ بني كلابٍ قد شجرْنا ... بأرماحٍ كأشطانِ القليبِ

إذا ما شمَّرتْ حربٌ سمَونا ... سموَّ البزلِ في العطنِ الرَّحيبِ

وقال بشر أيضاً مفضلية:

ألا بانَ الخليطُ ولمْ يُزاروا ... فقلبكَ في الظَّعائنِ مستطارُ

قفا يا صاحبيَّ وقدْ أُراني ... بصيراً بالظَّعائنِ حيثُ ساروا

تؤمُّ بها الحداةُ مياهَ نخلٍ ... وفيها عنْ أبانينَ ازورارُ

أُحاذرُ أنْ تبينَ بنو عقيلٍ ... بحارتنا فقدْ حقَّ الحذارُ

فلأياً ما قصرتُ الطَّرفَ عنهمْ ... بقاينةٍ وقد تلعَ النَّهارُ

بليلٍ ما أتينَ على أرومٍ ... وشابةَ عنْ شمائلها تعارُ

كأنَّ ظباءَ أسنمةٍ عليها ... كوانسَ قالصاً عنها المغارُ

يفلِّجنَ الشِّفاهَ عن أقحوانٍ ... جلاهُ غبَّ ساريةٍ قطارُ

وفي الأظعانِ آنسةٌ لعوبُ ... تيمَّمَ أهلُها بلداً فساروا

منَ اللاتي غُذينَ بغيرِ بؤسٍ ... منازلُها القصيبةُ فالغمارُ

غذاها قارصٌ يجري عليها ... ومحضٌ حينَ تنبعثُ العشارُ

نبيلةُ موضعِ الحجلينِ خودٌ ... وفي الكشحينِ والبطنِ اضمرارُ

ثقالٌ كلّما رامتْ قياماً ... وفيها حينَ تندفعُ انبهارُ

فبتُّ مسهّداً أرقاً كأنّي ... تمشَّتْ في مفاصليَ العقارُ

أراقبُ في السَّماءِ بناتِ نعشٍ ... وقد دارتْ كما عطفَ الصِّوارُ

وعاندتِ الثُّريَّا بعدَ هدءٍ ... معاندةً لها العيُّوقُ جارُ

فيا للنَّاسِ للرَّجلِ المعنَّى ... لطولِ الدَّهرِ إذ طالَ الحصارُ

فإنْ تكنِ العقيليَّاتُ شطَّتْ ... بهنَّ وبالرَّهيناتِ الدِّيارُ

فقدْ كانتْ لنا ولهنَّ حتَّى ... زوتْنا الحربُ أيَّامٌ قصارُ

لياليَ لا أطاوعُ منْ نَهاني ... ويضفو تحتَ كعبيَّ الإزارُ

فأعصي عاذلي وأُصيبُ لهواً ... وأُوذي بالزِّيارةِ منْ يغارُ

ولمَّا أنْ رأيتُ النَّاسَ صاروا ... أعادي ليسَ بينهمُ ائتمارُ

مضى سلاّفُنا حتَّى حللْنا ... بأرضٍ قد تحامتْها نزارُ

وشبَّتْ طيِّئُ الجبلينِ حرباً ... تهرُّ لشجوها منها صحارُ

يسدُّونَ الشِّعابَ إذا رأونا ... وليس يُعيذهمْ منَّا انجحارُ

وحلَّ الحيُّ حيُّ بني سبيعٍ ... قراظبةً ونحنُ لهمْ إطارُ

وخذَّل قومهُ عمرو بنُ عمرو ... كجادعِ أنفهِ وبهِ انتصارُ

يُسميونَ الوسيقَ بذاتِ كهفٍ ... وما فيها لهمْ سلعٌ وقارُ

وأنزلَ خوفنا سعداً بأرضٍ ... هنالكَ لا تُجيرُ ولا تُجارُ

وأصعدتِ الرّبابُ فليسَ منها ... بصاراتٍ ولا بالحبسِ نارُ

فحاطونا الفضا ولقدْ رأوْنا ... قريباً حيثُ يستمعُ السِّرارُ

وبدِّلتِ الأباطحُ من نميرٍ ... سنابكَ يستثارُ بها الغبارُ

وليسَ الحيُّ حيُّ بني كلابٍ ... بمنجيهمْ ولو هربوا الفرارُ

وقد ضمزتْ بجرَّتها سليمٌ ... فخافَتنا كما ضمزَ الحمارُ

وأمَّا أشجعُ الخنثى فولَّوا ... تيوساً بالشظيِّ لهمْ تعارُ

ولمْ يهلكْ لمرَّةَ إذْ تولَّوا ... فساروا سيرَ هاديةٍ فغاروا

فأبلغْ إنْ عرضتَ بنا رسولاً ... كنانةَ قومَنا في حيثُ صاروا

كفينا منْ تغيَّبَ واستبحنا ... سنامَ الأرضِ إذْ قحطَ القطارُ

بكلِّ قيادِ مسنفةٍ عنودٍ ... أضرَّ بها المسالحُ والغوارُ

مهارشةُ العنانِ كأنَّ فيهِ ... جرادةَ هبوةٍ فيها اصفرارُ

نسوفٍ للحزامِ بمرفقيْها ... يسدُّ خواءَ طُبييها الغبارُ

<<  <   >  >>