للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من البيضِ معطارٌ يزينُ لبانها ... جمانٌ وياقوتٌ ودرٌّ مؤلَّفُ

لها مقلتا ريمٍ وجيدُ جدايةٍ ... وبطنٌ كطيِّ السَّابريَّةِ أهيفُ

من السَّاجياتِ الطَّرفِ حورٍ كأنَّها ... نعاجٌ غذاهنَّ الأريضُ فلفلفُ

تسوِّفُ دَيني وهي ذاتُ يسارةٍ ... فحتى متى ديني لديها يسوَّفُ

على ذاكَ إنِّي لا بخيلُ عليهمُ ... ولا فاحشٌ فيما أطالبُ ملحفُ

لقد أخلفتْ ظنّي وكانت مخيلةً ... وكم من مخيلٍ يُرتجى ثمَّ يخلفُ

فلمْ يكُ لي إلاّ التَّلهُّفُ إذ نأتْ ... وظنَّتْ وما يجدي عليَّ التَّلهُّفُ

وقد صدفتْ عنّي بغيرِ جريرةٍ ... وما ليَ ذنبٌ عندها حينَ تصدفُ

عليكِ سلامُ الله أمَّ مطرِّفٍ ... وإن كانَ هذا الحبُّ لا يتصرَّفُ

تقول وقد فاضتْ من العينِ عبرةٌ ... أفقْ إنّ جهلاً منكَ هذا التَّكلُّفُ

وكانت تحيدُ الأسدُ عنّي مخافتي ... فهل يقتلنِّي ذو رعاثٍ مطرَّفُ

تكلَّفتَ جملاً وهي عنكَ بخيلةٌ ... فهيهاتَ منكَ اليومَ ما تتكلَّفُ

ألا أيّهذا اللاَّئمي أن أحبّها ... تأمَّلْ كذا أيّي وأيُّكَ أعنفُ

أجدَّكَ لم تحببْ فتخفقَ رسْلةٌ ... برحلكَ أو باقي الهِبابِ مشرِّفُ

علندًى كعيرِ العونِ قد شقَّ نابهُ ... على الأينِ فيه عزَّةٌ وتعجرفُ

أمَ أنتَ امرؤٌ ترعيَّةٌ جُلُّ همِّهِ ... جمالٌ ومعزًى لا تزالُ تؤنَّفُ

شماريخُ كالقنوانِ نعَّمَ نبتها ... طويلُ القرا هوهاءةُ اللُّبِّ أجوفُ

إذا نفرتْ عن ظهرِ غيبٍ رأيتهُ ... من الشَّدِّ أجلى بعدَ إذ هو أغضفُ

إذا مرضتْ منها عناقُ رأيتهُ ... بسكِّينه من حولها يتلهَّفُ

محبٌّ لصغراها بصيرٌ بنسلها ... حفوظٌ لأخراها أحَيدبُ أحنفُ

إذا ولجَ النَّاسُ الظِّلالَ فإنّهُ ... معَ الشاءِ حتَّى يسرحَ الشاءَ محقفُ

له محنةٌ سودٌ ربابٌ كأنَّها ... إذا وردتْ ماءً براذينُ ترجفُ

بناتُ خداريٍّ كأنَّ قرونها ... إذا أشرفتْ فوقَ الجماجمِ علَّفُ

وراسيةٌ قعراءُ ضمَّنَ شربها ... إذا هتفَ القُمريُّ جونٌ معلَّفُ

طباقاءُ لم يشهدْ خصوماً ولم ينخْ ... قلاصاً إلى أكوارها حينَ تُعكفُ

ولم يشهدِ الفتيانَ ليلاً يلفُّهمْ ... على شعبِ الأكوارِ حمراءُ حرجفُ

فلولا ابنةُ العذريّ لم ترَ ناقتي ... شلال ولم أعسفْ بها حيثُ أعسفُ

وما كنتُ أدري ما الكراتيمُ قبلها ... فقد كلَّفتنيهنَّ فيما أكلَّفُ

فإن تسألي يا بثنَ عنّا فإنّنا ... لنا المجدُ قدماً والعديدُ المضعَّفُ

قضاعةٌ قومي إنْ قومي ذؤابةٌ ... بفضلِ المساعي في الملمّاتِ تعرفُ

لنا سابقانِ الملكُ والعزُّ والنَّدى ... قديماً وفي الإسلامِ ما لا يعنَّفُ

إذا انتهبَ الأقوامُ مجداً فإنَّنا ... لنا معرفا مجدٍ وللنَّاسِ معرفُ

فما سادنا قومٌ ولا ضامنا عدًى ... إذا شجرَ القومَ الوشيجُ المثقَّفُ

لنا حومةٌ يحمى الحريمَ بعزِّها ... عديدُ الحصى لم يحصها المتكلِّفُ

على كلِّ مسحاجٍ إذا ابتلَّ لبدها ... تهافتَ منها ثائبٌ متغضِّفُ

وكنّا إذا ما معشرٌ أجحفوا بنا ... ومرَّتْ جواري طيرهمْ وتعيَّفوا

وضعنا لهمْ صاعَ القصاصِ رهينةً ... بما سوفَ نوفيها إذا النَّاسُ طفّفوا

ترى النّاسَ ما سرنا يسيرونَ خلفنا ... وإن نحنُ أومأنا إلى الناسِ وقَّفوا

برزنا وأصحرنا لكلِّ قبيلةٍ ... بأسيافنا إذ يؤكلُ المتضعَّفُ

وقال جميل أيضاً:

عاودتُ من جملٍ قديمَ صبابتي ... وأخفيتُ من وجدي الذي كان خافيا

أتعذرُ لا بلْ لا محالةَ أنهُ ... ملومٌ إذا ذو الشَّيبِ رامَ التَّصابيا

حبيبٌ دعا عن طولِ ليلٍ حبيبهُ ... صبا صبوةً لما أطالَ التقائيا

إذا قلتُ أنساها تردَّدَ حبُّها ... كذي الدَّيْنِ يقضي مغرماً كان كاليا

أقولُ لداعي الحبِّ والحجرُ بيننا ... ووادي القرى لبَّيكَ لما دعانيا

فلمْ تنكرِ الدَّاعي ولكنَّ حبَّها ... أصيلٌ ويبلى كالذي كنتُ باليا

<<  <   >  >>