للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فبقي العامريان في قرطبة نحو شهر ثم خشي كل منهما غدر الآخر، فغادراها تباعاً (١).

وبعد رحيل خيران ومجاهد، أجمع أهل قرطبة، برأي من الوزير جهور بن محمد بن جهور (٢) على "خلع العلويين لميلهم إلى البربر وإعادة الخلافة في الأندلس إلى بني أمية" (٣) فبايعوا هشام بن محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمن الناصر، وهو مقيم بحصن البونت، وذلك في يوم الأحد (٢٥)


(١) - البيان المغرب ٣/ ١٤٣ - ١٤٦. أعمال الأعلام ٢/ ١٣٦ - ١٣٧.
(٢) - ينتمي جهور لأسرة آل أبي عبدة الشهيرة التي تولى أفرادها المناصب القيادية في الدولة الأموية، وجهور هذا تولى الوزارة في عهد العامريين، ثم اعتزل العمل السياسي وتمكن بحسن أدائه من الاستقلال بقرطبة بعد طرد الأمويين، فحسنت أحوال أهلها، ونعموا بالأمن والرخاء إلى أن توفي ليلة الجمعة السادس من محرم سنة ٤٣٥ هـ. وقد وصف جهور بالحزم والدهاء والوقار والأدب والحلم، متواضعاً صالحاً، طاهر الأثواب، عفيفاً في شبابه وكهولته مواظباً على صلاة الجماعة، حافظاً لكتاب الله قائماً به في سره وجهره، يزور المرضى ويشهد الجنائز. إلا أنه كان يعاب عليه البخل الشديد، انظر: جمهرة أنساب العرب، ص ١٠٢، جذوة المقتبس ص ٢٧ - ٢٩، ترجمة رقم ٢٥٨. مطمح الأنفس، ص ١٨٠ - ١٨٦. الذخيرة ق ٢ م ١ ص ٦٠٣ - ٦٠٤. بغية الملتمس، ترجمة رقم ٦٢٣. الحلة السيراء ٢/ ٣٠ - ٣٤. البيان المغرب ٣/ ١٨٦ - ١٨٧.
(٣) - الكامل في التاريخ ٨/ ١٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>