للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المحرم سنة (٣٩٦) هـ (أكتوبر (١٠٠٠) م) شاوره قاضي اشبيلية ابن أبي الفوارس وهو ابن ثماني عشرة سنة فقط (١).

وبصفة عامة فإن مسألة تقديم الشباب للشورى هي مسألة استثنائية يحكمها في الغالب النبوغ الفقهي المبكر لذلك الشاب، أما في الأحوال العادية فلا يقدم لها إلا من اكتهل سنه كما ذكر ذلك الفقيه ابن أبي دليم (٢).

[معايير التقديم للفتيا "الشورى"]

إذا اشتهر أمر أحد طلاب العلم بسعة المعرفة ورسوخ القدم في الفقه، لاشك أنه سيقدم لمرتبة الإفتاء لكفاءته.

لكن يحدث أحياناً أن يُقَّدم أحدهم للشورى ويُستدعى من موطنه إلى قرطبة لتوليها نتيجة لعداوة تنشب بين فقهاء قرطبة، فقد وصل الفقيه عبد الملك بن حبيب إلى خطة الشورى بقرطبة بعد أن طلب قاضي الجماعة يحيى بن معمر من الأمير عبد الرحمن الأوسط استدعاءه من إلبيرة، وذلك ناتج عن تلك العداوة المستحكمة بين القاضي وبقية فقهاء قرطبة (٣).

كما أن الفقيه عبد الأعلى بن وهب بن عبد الأعلى، المتوفى سنة (٢٦١) هـ (٨٧٥ م) وصل إلى خطة الشورى بعد أن "شهد يحيى بن يحيى


(١) - الصلة، ترجمة رقم ١٥.
(٢) - تاريخ القضاة في الأندلس، ص ٣٣٧.
(٣) - قضاة قرطبة، ص ٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>