للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجرأة، .... وكان إذا كتب مضطراً يضحك من تأمله، له في ذلك نوادر محفوظة، أمسى بها من حُجج الله تعالى في الرزق المقسوم" (١).

وقال في وصف كاتب أخر "وفلان ساذج الكتابة، بيِّن الجهل والتخلف، طلق اللسان بالخنا والهجر، أحد الأفسال من أولي النباهة، عظيم البطالة والباطل، ومن كل حلية جميلة عاطل، من رجل عيّ اللسان، مثلوم الجنان، فدم الخلقة، طويل اللحية متهافت، لم يُرهف الأدب طباعه، ولا استخرج من كلمة حكمة (٢) ".

[كاتب الزمام]

وبعد أن عرفنا كاتب الرسائل فإن الكاتب الأخر هو كاتب الزمام، هكذا يعرفون كاتب الجهبذة (٣)، وهذه الوظيفة من الوظائف المهمة في أي دولة، إذ أن متوليها يشرف على أعمال الجبايات وحفظ حقوق الدولة في الدخل والخرج، ويقوم بإحصاء العساكر بأسمائهم، وتقدير أرزاقهم وصرف أعطياتهم في أوقاتها (٤).


(١) - الذخيرة، ق ١ م ٢ ص ٥٩٣.
(٢) - المصدر السابق ق ١ م ٢ ص ٥٩٥.
(٣) - نفح الطيب ١/ ٢١٧، والجهبذ هو الشخص المتخصص في الشئون المالية النقدية، وقد عرفه ابن مماتي بأنه كاتب مهمته استخراج الأموال وقبضها وكتب الوصولات بها. انظر: الأسعد بن مماتي، قوانين الدواوين، (جمع وتحقيق: عزيز سوريال عطية. القاهرة، الجمعية الزراعية الملكية، ط الأولى، ١٩٤٣ م) ص ٣٠٤.
(٤) - مقدمة ابن خلدون، ص ٦٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>