للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما يجري في المجتمع، إلا أنهم امتازوا بعدم التسرع، فكل خبر يرفع إليهم يعملون على كشفه والتأكد منه، فإذا ثبتت صحته عالجوا ما يمكن معالجته بالصفح والمصالحة أو التأديب الذي لايتلف الروح، هذا إذا كان الأمر لايتعلق بالتآمر على السلطة وأمن الرعية، أما إذا وصل الحال إلى هذه الدرجة، فالموت مصير من يعبث بهذا الجانب.

[الألقاب]

من مظاهر سلطان حاكم الدولة الأموية في الأندلس اتخاذ الألقاب ومنحها (١)، وبما أن دولة بني أمية في الأندلس قد مرت بعصري الإمارة والخلافة، لذا فإن الألقاب ارتبطت بالحالة السياسية للدولة.

ففي عصر الإمارة نجد أن الأمير عبد الرحمن بن معاوية قد أُطلقت عليه عدة ألقاب، أشهرها: الداخل (٢)، لأنه أول من دخل الأندلس حاكماً


(١) - كان الأمير أو الخليفة الأموي في الأندلس يمنح الألقاب لكبار موظفيه في الحجابة والوزارة والقضاء والجيش … إلخ. وسوف نتكلم عن رسوم منح الألقاب كل في مجاله.
(٢) - انظر: نقط العروس، ص ٦٠، المعجب، ص ٤٠، ذكر بلاد الأندلس، ١/ ١١٨ سير أعلام النبلاء، ٨/ ٢٤٤، نفح الطيب ٣/ ٢٧، صبح الأعشى ٥/ ٤٧٨، ويبدو أن هذا اللقب لم يختص به الأمير عبد الرحمن بن معاوية لوحده، فقد كان يطلق على كثير ممن وفد إلى الأندلس من المشرق، فمثلاً: عبد الجبار بن نذير دخل الأندلس في طالعة بلج بن بشر فأطلق عليه لقب الداخل فأصبح يعرف بعبد الجبار الداخل. انظر: العذري، نصوص عن الأندلس، ص ١٥. وهناك أحد الأدباء كان جده يعرف بالداخل وهو عبيد الله بن قرلمان بن بدر الداخل. انظر: ابن القوطية ص ٥٩، كما أن الفقيه المشاور عبد الله بن إسماعيل بن محمد بن خزرج اللخمي، كان يطلق عليه وعلى أبيه وجده لقب الداخل. انظر: الصلة، تراجم رقم ٢٥، ٢٣٧، ١١١٤. وعلى هذا الأساس فإن لقب الداخل يمكن أن يطلق غالباً على كل من دخل الأندلس قادماً من المشرق وأسس أسرة مستقرة فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>