للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"فضحك (١) - أي الوزير - وكان لم ير في المدينة ضاحكاً إلا لهذا الأمر، ولأمر نزل [بعد] لا يحسن ذكره، فقال للرسول: بالله الذي لا إله إلا هو لئن جاوز باب السطح حيث ولاه أبوه، لا طرحناه في الدويرة (٢) في كلبين يكون بهما حتى يقفل أبوه أو يأتي عهد بإطلاقه" (٣).

وإذا اضطر ولي العهد لمغادرة القصر بسبب استدعاء والده له، فإنه يستخلف أحد إخوته وذلك لإنفاذ الكتب باسمه إلى حين عودته (٤).

[سلطان ولي العهد وصلاحياته]

من المعلوم أن لا ولاية ولا سلطان لولي العهد في حياة الأمير أو الخليفة، إلا إذا أسندت إليه بعض المهام لإشراكه في المسئولية وتحملها، والقيام بأعباء الدولة لتدريبه وإعداده، وذلك لانشغال الأمير أو الخليفة لسبب من الأسباب، فمن الأعمال التي كانت تستند إلى ولي العهد القيام بقيادة حملة عسكرية (٥)، أو الاضطلاع ببعض الأمور الإدارية، كقراءة الكتب الواردة إلى البلاط لتقديمها للأمير مختصرة (٦)، أو تولي منصب


(١) - إن في ضحك الوزير الذي عرف بندرة الضحك دليلاً على استخفافه بتهديد الولد، وبإدراكه لأهمية مراقبته له، ومنعه من مغادرة السطح، وأنه -الوزير- يملك من الصلاحيات المطلقة ما يمكنه من الحيلولة دون نزول الولد من السطح بأي وسيلة كانت.
(٢) - الدويرة: أحد السجون.
(٣) - ابن القوطية، ص ٨٦ - ٨٧.
(٤) - المقتبس، تحقيق: شالميتا، ص ٢٠١، البيان المغرب ٢/ ١٩٠.
(٥) - المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي ص ٣٤٤.
(٦) - المصدر السابق، ص ١٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>