للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانياً: الخزانة الخاصة

وهذه عُرفت باسم "بيت مال الخاصة (١) " ويُحمل إلى هذه الخزانة، الأموال التي تركها الأمراء والخلفاء الأمويين لأبنائهم، ولعل الأخماس التي لبني أمية في الأندلس، كانت من أهم موارد الخزانة الخاصة، فقد كانت من ضخامتها لا يحصيها ديوان (٢) يضاف إليها ما يحصله القائمون على الأسواق من جراء أخذهم الضريبة من بائعي الخضر والفواكه وغيرها، وهو ما يسمى بالمستخلص، وهذا المستخلص يبدو أنه كان ضخماً جداً، فقد كان مقدار ما يصل منه لبيت مال الخاصة سنوياً في عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر (٧٦٥) ألف دينار (٣).

وهناك الأموال التي كانت تدرها ضياع الأمراء والخلفاء الأمويين، والمنتشرة في أرجاء الأندلس، وهذه تعتبر مورداً هاماً من موارد الخزانة الخاصة، ولنا أن نتصور ضخامة تلك الضياع ومقدار ما تدره من الأموال، إذا عرفنا أن الخليفة الحكم المستنصر بالله قد حبَّس ربع ما ورثه عن والده في جميع كور الأندلس وأقاليمها من الضياع، ليفرَّق على ضعفاء الدولة الأموية ومساكينها عاماً بعد عام، إلا أذا حلَّت مجاعة بأهل قرطبة، فإنها تصرف إليهم إلى أن يجبرهم الله تعالى (٤). فإذا كان ربع الدخل يغطي


(١) - الذخيرة، ق ٤ م ١ ص ٧٢.
(٢) - نفح الطيب، ١/ ٣٣٠. ٣/ ٣٠، ٣٧٩.
(٣) - البيان المغرب، ٢/ ٢٣٢.
(٤) - البيان المغرب، ٢/ ٢٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>