للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من يتكلم عنك؟ وأرى صاحبك يدري ما يتكلم، فقال له، أعزك الله إنما هو الحق أقوله كائناً، فقال: ما أكثر من قتله قول الحق (١) ".

[طرق الإثبات]

روى الإمام مسلم بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو يعطى الناس دعواهم لادعى ناس دماء رجال وأموالهم، ولكن اليمين على المدعى عليه (٢) ".

وفي هذا الحديث الجليل بيان لقاعدة شرعية فيما يتعلق بالدعاوى والخصومات، إذ لو ترك الباب مفتوحاً لكل دعوى دونما حاجة إلى بينة تقطع الشك، لوصل الأمر ببعض مرضى النفوس المطالبة بدماء رجال وأموالهم دون وجه حق.

والبينة هي الحجة التي تظهر صدق الدعوى، سواء عقلية كانت أو محسوسة (٣)، وأما في الاصطلاح فالمراد بها الشهود (٤).

فإذا احتاج أحد الخصمين إلى أجل لإثبات بينته، منحه القاضي وقتاً محدداً لتحقيق ذلك، وهذا الوقت محكوم بأيام محدودة، ومقدارها متروك


(١) - قضاة قرطبة، ص ١١٦.
(٢) - صحيح مسلم، ٣/ ١٣٣٦.
(٣) - المفردات في غريب القرآن، ص ٦٨.
(٤) - أعلام الموقعين، ١/ ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>