للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثاً: الخزانة العامة للدولة

عُرفت هذه الخزانة باسم "خزانة المال (١) " أو "الخزانة (٢) " أو "الخزانة الكبرى (٣) " وكان موقعها داخل قصر الإمارة بقرطبة، ثم انتقلت إلى قصر الخلافة بالزهراء، ومن ثم إلى الزاهرة، وأخيراً عادت إلى قصر قرطبة ابتداءاً من مطلع القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي) ووجود الخزانة داخل القصر، يعني أنها في مكان حصين، وتحت حراسة مشددة، إذ لم نسمع أنه قد تم السطو عليها، كما حصل لبيت مال المسلمين الموجود في المسجد الجامع (٤).

ويبدو أن خزانة الدولة، لم تكن ضخمة في بداية أمرها، مما جعل أمر إدارتها يسيراً، لذا فقد تأخر إنشاء خطة خاصة بهذا الجهاز الذي يعد أهم وأضخم أجهزة الدولة الأموية، فالأمير الحكم الربضي هو الذي أنشأ خطة الخزانة، وجعلها جهازاً قائماً بذاته، وسفيان بن عبد ربه (٥) "هو أول


(١) - البيان المغرب، ٢/ ١٦٤.
(٢) - المصدر السابق، ٢/ ١٥٨.
(٣) - المقتبس، تحقيق د. محمود مكي، ص ٢٥.
(٤) - البيان المغرب، ٢/ ٢٣٦.
(٥) - سفيان بن عبد ربه المصمودي، لم يكن من أسرة عريقة في خطط الدولة الأموية تولى خدمة الخزانة الكبرى، وتنقل في عدة مناصب، حتى نال منصب الحجابة للأمير عبد الرحمن بن الحكم، ولم يزل في منصبه هذا حتى توفى سنة ٢١١ هـ، وقد كان سفيان موصوفاً بالغناء والكفاية والعفة والأمانة، وعندما ذكره ابن حزم في جمهرته أشار إلى أن سلالة سفيان قد بادت ولا يعلم لهم خبرا. انظر: ابن القوطية، ص ٦٢، إلا أنه ذكره باسم "مهران". جمهرة أنساب العرب، ص ٥٠٠، المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص ٢٥ - ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>