للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرطبة، وآخر من يدخل عليه الشعراء والأدباء مرتبين حسب تسلسل أسماؤهم في السجل الخاص بهم (١)، لإنشاد قصائدهم التي نظموها في هذه المناسبة (٢).

[المجالس الخاصة]

رغم الرسوم الدقيقة التي كان الأمير أو الخليفة الأموي يحرص على السير وفقها أثناء المناسبات، ليبرز للناس وهو بكامل هيبته ووقاره، إلا أن المجالس الخاصة، كانت تظهره بمظهر البساطة والتواضع، إذ أنه من خلالها يتخلى عن كافة الضوابط الرسمية، التي لا تمكنه من العيش على سجيته.

وفي بداية الحديث عن المجالس الخاصة، لابد من القول بأن أمراء وخلفاء بني أمية منذ عهد الأمير عبد الرحمن الداخل إلى الخليفة الحكم المستنصر بالله كانوا لا يشربون الخمر ويتحامونها، ولا يشربون في تلك المجالس إلا شراب العسل، الذي يعد على نار الزرجون (٣)، باستثناء عبد الرحمن الناصر، الذي كان يشرب في المنادمة، لكنه في النهاية ترك ذلك كله، وقطع المنادمة وتزهد (٤).

وهذه المجالس لا يحضرها إلا الخواص فقط، من الوزراء ورجال القصر، والندماء والمغنين.


(١) - جذوة المقتبس، ترجمة: رقم ١٨٦، ٥٣٩، ٦١٣.
(٢) - البيان المغرب ٣/ ٩.
(٣) - المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص ٢٧٧. والزرجون هو حطب شجرة الكرم.
(٤) - المغرب في حُلى المغرب، ص ١/ ١٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>