للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا تيأس فمع اليوم غد، فأجمل الرد وانقاد للدنية (١) " ولم يؤخذ منه كتاباً يعترف فيه بالخلع ويحل الأمة من بيعته.

[ممارسة الأمير أو الخليفة للسلطان]

بدراسة المصادر الأندلسية، نلاحظ أنه كان إلى جانب صاحب السلطة السياسية في البلاد، هناك أصحاب البيوتات الأندلسية الموالية لبني أمية كانوا مشاورين وناصحين ومساعدين للأمير أو الخليفة في ممارسته للسلطان، إذ أنهم يتميزون بالخبرة الواسعة، وذلك لتوارثهم المناصب في كافة شئون الدولة.

ويبدأ الأمير أو الخليفة بممارسة سلطاته في الحكم، بمجرد تلقيه البيعة الخاصة، وتستمر هذه الصلاحيات طيلة توليه رئاسة الدولة، ويتخلل تلك الفترة إصداره قرارات عديدة، لإحكام سيطرته على أجهزة الدولة. ويمكن تقسيم تلك القرارات إلى مجموعات، منها: قرارات تتعلق بترسيخ سلطة الدولة، ومن الأمثلة على ذلك، أن الأمير عبد الرحمن الداخل بعد أن استولى على قصر الإمارة بقرطبة، بلغه أن هناك مخططاً لاغتياله، بعد هزيمته للوالي الأندلسي يوسف الفهري ووزيره الصميل (٢)، ولذا عمد


(١) - الذخيرة ق ١ م ١، ص ٤٣٦.
(٢) - ورد في بعض المصادر التاريخية أن أبا الصباح زعيم اليمينة، عرض على قومه التخلص من الأمير عبد الرحمن الداخل ومواليه، وذلك بعد هزيمة الأخير للفهري والصميل في معركة المصارة سنة ١٣٨ هـ. انظر: ابن القوطية ص ٣٠. أخبار مجموعة ص ٩٠ - ٩١. نفح الطيب، ٣/ ٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>