للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتاباً بيده، يعترف فيه بعجزه عن تدبير أمور الخلافة، ويُحل الرعية من البيعة التي له في أعناقهم (١)، ويشهد الحضور على ذلك الكتاب، ثم يبايع الخليفة المخلوع للخليفة الجديد.

إلا أن هذه الرسوم لم تُتبع عندما أجمع "وزراء ومشيخة الرأي (٢) " في قرطبة على إنهاء الخلافة الأموية في عهد هشام المعتد بالله، فقد اكتفوا بإصدار قرارهم دون أن يأخذوا من الخليفة هشام المعتد بالله كتاباً يقر فيه بعجزه عن إدارة شؤون الخلافة، ويحل الأمة من بيعته، وذلك يوم الثلاثاء الثاني عشر من شهر ذي الحجة من سنة (٤٢٢) هـ (٣) (٣٠ نوفمبر (١٠٣١) م).

وهذه الحالة تكررت من قبل، فعندما اتفق أعيان قرطبة على خلع الخليفة المستكفي بالله يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة (٤١٦) هـ (٤) (٢٦ مايو ١٠٢٥) دخلوا عليه وقالوا له: "قد علم الله اجتهادنا في تثبيتك، فاعتاص ذلك علينا، واضطررنا إلى مقارعة عدونا، وهانحن خارجون إليه ولا ندري ما يحدث عليك بعدنا، فإن تك لك الكرة


(١) - الذخيرة ق ٣ م ١، ص ٥٢٩.
(٢) - البيان المغرب ٣/ ١٤٥، أعمال الأعلام ٢/ ١٣٩.
(٣) - انظر: الذخيرة، ق ٣ م ١، ص ٥٢٩. البيان المغرب، ٣/ ١٥١. أعمال الأعلام ٢/ ١٣٩.
(٤) - البيان المغرب ٣/ ١٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>