للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من شعبان سنة (٣٦٧) هـ (مارس (٩٨٧) م) بإعفاء المصحفي من منصبه (١).

[تسلط الحجابة على الخلافة]

بعد أن صدر أمر الخليفة هشام المؤيد بعزل جعفر المصحفي عن الحجابة، وتنصيب ابن أبي عامر مكانه (٢)، أمر الخليفة بإلقاء القبض على المصحفي وعلى ولده وأنسابه وابن أخيه هشام وسائر طبقته وأوكل أمر محاسبتهم إلى ابن أبي عامر، فصادرهم ونكل بهم وأول ما بدأ بهشام ابن أخي جعفر فقتله بالمطبق بالزهراء (٣)، ثم اخذ يحاسب جعفراً وصادره حتى اضطره إلى بيع داره التي بالرصافة، وهي من أعظم قصور قرطبة وقد تفنن ابن أبي عامر وصهره غالب في تعذيب جعفر وإعناته وإلحاق الإهانة به، حتى خبت نار حقدهما عليه، فأودعاه في المطبق بالزهراء إلى أن مات وأسلمت جثته لأهله سنة (٣٧٢) هـ (٤) (٩٨٢ م).


(١) البيان المغرب، ٢/ ٢٦٧.
(٢) ورد في ذكر بلاد الأندلس، ١/ ١٧٩ أن المنصور تولى الحجابة في أواخر ربيع الآخر سنة ٣٦٧ هـ.
(٣) ـ كان المنصور يحمل ضغينة على هشام هذا بوجه خاص، والسبب في ذلك يعود إلى ان المنصور عندما عاد من غزوته الثالثة احضر معه رؤوس القتلى، فما كان من هشام إلا أن أمر بسرقة تلك الرؤوس وألقاها بالنهر. انظر: الذخيرة، ق ٤ م ١ ص ٦٦.
(٤) الذخيرة ق ٤ م ١، ص ٦٦ - ٦٧. البيان المغرب، ٢/ ٢٦٧ - ٢٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>