(٢) كان المغيرة بن عبدالرحمن الناصر فتى القوم كرماً ورجلة، وكانت الأنظار معلقة به بعد أخيه الحكم المستنصر بالله، وبأمر جعفر المصحفي وتنفيذ ابن عامر، تم قتل المغيرة خنقاً في مجلسه ثم علقت جثته على هيئة المنتحر، ثم دفن في مجلسه، وذلك ليلة الاثنين لأربع خلون من شهر صفر سنة ٣٦٦ هـ، وكان عمره آنذاك سبعة وعشرون عاماً، كل هذا تم أمام أهله، رغم أنه كان قد بادر إلى إعلان بيعته لابن أخيه هشام المؤيد عندما أخبره ابن أبي عامر بوفاة أخيه الحكم المستنصر بالله. انظر: الذخيرة، ق ٤ م ١ ص ٥٨ - ٥٩. البيان المغرب، ٢/ ٢٦٠ - ٢٦٣. (٣) عندما توفي الخليفة الحكم المستنصر بالله، لم يعلم أحد بموته إلا الفتى فائق المعروف بالنظامي صاحب البرد والطراز، وزميله جؤذر صاحب الصاغة والبيازرة، فعقدا العزم على أن يمكنا المغيرة بن عبدالرحمن الناصر من تولى الخلافة، على أن يجعل هشاماً ابن أخيه الحكم ولياً لعهده، وبذلك يضمن الصقالبة استمرارية مكانتهم في القصر، وفي الوقت نفسه يفون لمولاهم الخليفة الحكم بما أوصى به. واما مجلس الوصاية المكون من المصحفي وابن أبي عامر وصبح والدة هشام فهم حريصون على تولية هشام الخلافة، = =وكلا الطرفين الصقالبة وأعضاء مجلس الوصاية انطلق في موقفه من حساب دقيق للمصالح الخاصة، ولكن كما قال ابن عذاري عن موقف الصقالبة "وكان رأيا حسنا لو أراد الله به". انظر: البيان المغرب، ٢/ ٢٥٩ - ٢٦٠.