للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد كان على حذر منهم، فما أن ثبت قدمه بالسلطة حتى ابتدأ بهم فصادر أموالهم وحاسب كتابهم ومن يسير في ركابهم، وشتت شملهم نفياً وقتلاً حتى هلكوا عن آخرهم (١).

وبعد أن استفحل أمر المنصور وعظم شأنه وكثر حساده، قرر أن يتخذ لنفسه قصراً ينزل فيه اتقاء لشر مكيدة يدبرها حساده، من جراء كثرة تردده على قصر الخليفة (٢)، إضافة إلى حرصه على استكمال مظاهر الملوك (٣)، ولذا فقد بدأ في سنة (٣٦٨) هـ (٤) (٩٧٩ م) ببناء مدينة الزاهرة حيث أقام فيها قصره، وبعد سنتين من ابتداء البناء "انتقل إليها واتخذ فيها الدواوين للأعمال، والحجر للغلمان، والسقائف للحراس، والقصور للولد والخاصة والاصطبلات للظهر والكراع، وعمل داخلها الأهراء الواسعة والخزائن الوثيقة، وانتقل إليها، ورتب فيها مقاعد الوزراء وسقائف العمال، وكتب بأن تجلب إليها الوظائف والجبايات والأموال" (٥).


(١) الذخيرة، ق ٤ م ١، ص ٦١.
(٢) البيان المغرب، ٢/ ٢٧٥.
(٣) أعمال الأعلام، ٢/ ٦٢.
(٤) البيان المغرب، ٢/ ٢٧٥.
(٥) أعمال الأعلام، ٢/ ٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>