للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك كله للحاجب، والذي هو بدوره يوصلها للخليفة فيصدر من قبله ظهيراً يأمر فيه قاضي الجماعة بإعادة ذلك الفقيه إلى منصبه السابق.

[نماذج لبعض فقهاء الشورى]

هذه صور لبعض فقهاء الشورى، لأصحابها شخصيات خاصة بهم ميزتهم عن بقية نظرائهم، ولا يعني التميز هنا الأفضلية، بل لتخلقهم بأخلاق نأت بهم على الأقل عما عُرف عن زملائهم من سعة في العلم واتصاف بالورع والقدوة بالسلف الصالح.

فهذا الفقيه عبد الأعلى بن وهب، المتوفى سنة (٢٦١) هـ (٨٧٤ م) تأثر بكتب المعتزلة وأهل الكلام وكان يقول أن الأرواح تموت (١)، وذكر القاضي عياض أن عبد الأعلى بن وهب "كان يُزن بالقدر (٢) " وكانت نظرة الفقهاء المعاصرين له بالذات يحيى بن يحيى وعبد الملك بن حبيب وإبراهيم بن حسين بن عاصم لا تنم عن القبول (٣)، وعندما أفتى ابن وهب بعدم سفك دم ابن أخي عجب الذي تطاول على جناب الله تعالى، أرسل الأمير عبد الرحمن الأوسط فتاه حسان ليوصل رسالته لصاحب المدينة فيبلغها بدوره لابن وهب، وقد جاء في رسالة الأمير " … وأما أنت يعني


(١) - ابن الفرضي، ترجمة رقم ٨٣٧.
(٢) - ترتيب المدارك، ٤/ ٢٤٥.
(٣) - المصدر السابق، والصفحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>