للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهناك آداب لتلك المجالس، يجب على من حضرها الالتزام بها، فلا يغتاب أحداً في المجلس (١)، ولا ينظر إلى غلام أو وجارية (٢)، ولا يطلب من القينة التي تغني في المجلس إعادة القصيدة التي غنتها (٣)، إذ أن ذلك مدعاة للشك في أن الهيبة لم تملأ قلبه، وهذا ما وقع به الشاعر الطبني، فقد ذكر ابن حيان أن أبا مضر محمد بن الحسين التميمي الطبني (٤)، كان في مجلس خاص مع الحاجب المنصور بن أبي عامر، فشرب معه، وغنت القينة بيتين من شعر أبي مضر الطبني، "فاستعادها أبو مضر، فأنكر ذلك المنصور، وعلم أن هيبته لم تملأ قلبه، فأومأ إلى بعض خصيانه، فأخرج رأس الجارية


(١) - جذوة المقتبس، ترجمة رقم: ٣٩.
(٢) - الجاحظ، التاج في أخلاق الملوك، (تحقيق: أحمد زكي باشا، القاهرة، المطبعة الأميرية، ١٣٣٢ هـ /١٩١٤ م) ص ٦٦ - ٦٧.
(٣) - عن اهتمام الأمويين في الأندلس بصنعة الغناء. انظر: سالم الخلف، المرجع السابق، ص ٤٩٠ - ٥٠٣ والمصادر والمراجع الواردة.
(٤) - أبو مضر محمد بن الحسين التميمي الحماني الطبني الزابي، شاعر مكثر وأديب مفتن من بيت أدب وشعر وجلالة ورياسة، وأبو مضر هو أصل بني الطبني، أهل البيت الشهير بقرطبة، وقد ترك أولاداً بخباء مشهورون في الأدب والفضل. انظر: جذوة المقتبس، ترجمة رقم ٥٠. المغرب في حُلى المغرب ١/ ٢٠٦ - ٢٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>