للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأي أمر كان، ويبيت معه في السطح أحد الوزراء، بالإضافة إلى فتى من أكابر الفتيان (١).

وإن حاول ولي العهد مغادرة السطح، فإن للوزير الموكل بمرافقته الحق في منعه بأي وسيلة كانت، وإن لزم الأمر وضع القيد برجليه، ومن الأمثلة على ذلك أن الأمير محمد بن عبد الرحمن الأوسط عندما خرج في بعض مغازيه ترك أحد أولاده على سطح القصر، ووكل عليه الوزير أمية بن عيسى بن شهيد (٢)، وكان لولد الأمير وكيل متدلل، فتظلم ذلك الوكيل إلى الولد من الوزير أمية بن عيسى، فحاول الولد الضغط على الوزير، إلا أنه لم يحفل به، فأرسل إليه الولد رسولاً يهدده بأنه سوف ينزل من السطح بصحبة غلمانه ويقتص لوكيله منه، يقول ابن القوطية صاحب الرواية:


(١) - انظر: ابن القوطية، ص ٨٦، طوق الحمامة، ص ١٤٤ - ١٤٥. المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص ٤٣. المقتبس، تحقيق: شالميتا، ص ٣٣٤.
(٢) - هو أمية بن عيسى بن شهيد ينتمي لأحد البيوتات الشهيرة في الأندلس، وكان أمية أجل وزراء الأمير محمد وأجملهم عنده وأنهضهم بخدمته، وكانت ولاية المدينة مداولة بينه وبين وليد بن عبد الرحمن بن غانم، كما كان أمية يلي قيادة الجيوش للأمير محمد. انظر: ابن القوطية، ص ٨٥ - ٨٧، ٩٤ - ٩٥، المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي: ص ١٧١ - ١٧٢، ١٧٥ - ١٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>