للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السرقسطي يأمره بالفتك بأحمد بن البراء (١)، كما استخدم طريق الاستمالة والمهادنة مع سوار بن حمدون المحاربي (٢)، وهذه السياسة سار عليها الخليفة عبد الرحمن الناصر مع محمد بن إبراهيم بن حجاج فقد رفعه إلى منصب الوزارة بعد نقله من قرمونة (٣) إلى قرطبة (٤).

ومن هذا يتضح لنا المنهج الذي سار عليه الأمويون في الأندلس عند معالجة الأحداث الطارئة، فرغم استخدامهم العيون التي ترفع إليهم كل


(١) - كان الأمير المنذر بن محمد قد ولى أحمد بن البراء من مالك القرشي سرقسطه وثغرها، وكلفه محاربة بني قسي، وقد أقره الأمير عبد الله بن محمد على ولايته، إلا أن كلمة نقلت عن الوزير البراء بن مالك جعلت الأمير عبد الله يخشى أطماع أحمد بن البراء، فكلف محمد بن عبد الرحمن التجيبي المعروف بالأنقر القيام باغتيال البراء، فنجح التجيبي في هذا الأمر، وذلك يوم الأربعاء ١٨ من شهر رمضان سنة ٢٧٦ هـ ونال ولاية سرقسطة مكافأة له. انظر: ابن القوطية، ص ١١٣ - ١١٤. المقتبس، تحقيق: أنطونيه، ص ٨٥ - ٨٦.
(٢) - سوار بن حمدون القيسي المحاربي، زعيم عربي، قاد حركته سنة ٢٧٦ هـ بناحية البراجلة في كورة إلبيرة، وانضوت إليه بيوتات العرب، في الفتنة التي جرت بينهم وبين المولدين وكان سوار معروفاً بالشجاعة والجرأة وحسن المعاملة، قتل غدراً على يد بعض أتباع ابن حفصون سنة ٢٧٧ هـ. انظر: جمهرة أنساب العرب، ص ٢٦٠. المقتبس، تحقيق: أنطونيه، ص ٥٤ - ٦١. الحلة السيراء، ١/ ١٤٧ - ١٥٤.
(٣) - قرمونة Carmona مدينة قديمة البناء تقع إلى الشمال الشرقي من إشبيلية، وتبعد عنها مسافة ٣٢ كيلو متراً فقط، وكانت في التقسيم الإداري للأندلس كورة واسعة، تضم مدناً وحصوناً كثيرة، وقد خرجت من أيدي المسلمين سنة ٦٤٤ هـ. انظر: وصف الأندلس، ص ٩٤. الروض المعطار، ص ٤٦١. الآثار الأندلسية الباقية، ص ٧١ - ٧٤.
(٤) - المقتبس، تحقيق: شالميتا، ص ٧٠ وما بعدها. أعمال الأعلام، ٢/ ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>