للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للبربر (١)، وأخذ بهذا الأسلوب أيضاً الأمير عبد الله بن محمد ضد إبراهيم بن حجاج وابن خلدون (٢)، وهناك عنصر المفاجأة، وهو ما استخدمه الأمير الحكم الربضي مع أحد العصاة (٣)، وفي أحيان أخرى يعمد الأمير الأموي إلى إقطاع المعارض مكاناً معيناً اتقاءاً لشره، ولنيل طاعته، ومثل ذلك ما فعله الأمير محمد بن عبد الرحمن مع ابن مروان عندما أقطعه بطليوس (٤)، وكذلك الأمير عبد الله بن محمد مع إبراهيم بن حجاج عند تغلبه على اشبيلية (٥).

وعرفت حكومة قرطبة أسلوب الاغتيال، نجد ذلك عند الأمير عبد الله بن محمد الذي كتب سراً إلى أبي يحيى بن عبد الرحمن التجيبي


(١) - البيان المغرب، ٢/ ٥١، ٥٤ - ٥٥.
(٢) - المصدر السابق: ٢/ ١٢٥. ويعد بيتا بني الحجاج وبني خلدون من أنبه البيوتات العربية في كورة إشبيلية وقد كانت الزعامة لهما في تلك الكورة، في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري، وينتسب بني حجاج إلى قبيلة لخم القحطانية، كما أنهم يتصلون بملوك القوط من ناحية الأمومة. في حين أن بني خلدون يعودون في أصلهم إلى عرب حضرموت. انظر: جمهرة أنساب العرب، ص ٤٦٠. الحلة السيراء، ٢/ ٣٧٦ - ٣٧٧. د. عبد الواحد طه، الفتح والاستقرار العربي الإسلامي في شمال أفريقيا والأندلس، ص ٢٥٢، ٢٥٥. أبا الخيل، الأندلس في الربع الأخير من القرن الثالث الهجري، ص ٢٢٨ - ٢٥٩ ومصادره.
(٣) - أخبار مجموعة ص ١٢٩ - ١٣٠.
(٤) - ابن القوطية ص ٨٩ - ٩٠ وعن بطليوس وحركة بن مروان الجليقي بها، واقطاعها له. انظر: د. سحر السيد سالم، تاريخ بطليوس الإسلامية وغرب الأندلس في العصر الإسلامي (الإسكندرية، مؤسسة شباب الجامعة، د. ت) ١/ ٢٤٥ - ٢٨٦ والمصادر المذكورة.
(٥) - البيان المغرب ٢/ ١٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>