للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المناوئين، وبالتالي يصبح ذلك المناوئ سابقاً من بين ثقات الأمير (١) وحشم الخليفة (٢).

ومما رسمه الأمير عبد الرحمن الداخل لأحفاده من بعده في التعامل مع المعارضين للبيت الأموي، فرض الإقامة الجبرية على بعضهم أياً كان محل إقامته دون نقله إلى قرطبة، فالأمير الداخل ألزم مولاه بدراً (٣) الإقامة في داره ومنعه من مغادرتها بعد أن أكثر من الدلال عليه (٤)، وكذلك الخليفة الحكم المستنصر فرض على أحمد بن هاشم الإقامة الجبرية في داره تأديباً له عندما بلغه عنه ما يسؤوه (٥).

ومن الأساليب التي سار عليها بنو أمية في الأندلس عند التعامل مع بعض المعارضين الخارجين على الدولة، استخدام الإيقاع بين الأطراف المعارضة، وهذا ما سار عليه الأمير عبد الرحمن الداخل عند مواجهته


(١) - البيان المغرب، ٢/ ٨٣.
(٢) - المقتبس، تحقيق: شالميتا، ص ٢٤٨.
(٣) - بدر هو الساعد الأيمن لمولاه الأمير عبد الرحمن الداخل، فهو رفيق دربه في هربه من المشرق إلى الأندلس، كما أنه كان أحد الأركان التي قامت عليها الدولة الأموية في الأندلس، ونظراً لشعوره بإهمال مولاه له، أخذ يكثر من الكتابة إليه، طمعاً في الحصول على منصبٍ عالٍ في الدولة، مدلاً عليه بما بذله لأجله، ناسياً أن الملوك لا يمن أحد عليهم بشيء أيا كان، ولذا فقد أصدر أمره بإلزام مولاه بدراً الإقامة في داره، بعد أن استصفى أمواله، ولما كتب إليه بدر مرة أخرى أمر بطرده من قرطبة وإسكانه أقصى الثغر. انظر في أخبار بدر. ابن القوطية، ص ٢١، ٢٢، ٢٣. أخبار مجموعة، ص ٥٤، ٦٧، ٧٠، ٧٤، ٧٥ … وغيرها، نفح الطيب ٣/ ٢٧ - ٣١، ٣٩ - ٤١.
(٤) - نفح الطيب، ٣/ ٤٠.
(٥) - المقتبس، تحقيق: د. عبد الرحمن الحجي ص ١٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>