للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إخوته وعمومته وأولادهم أول الداخلين عليه، ولباسهم الأردية والظهائر البيض إعلاناً لحزنهم على الحاكم الراحل (١)، فيبايعونه بأن يصفقوا بأيديهم على يده على هيئة المصافحة (٢)، وبعد أن ينصتوا لسماع قراءة صحيفة البيعة بصوت أحد الوزراء (٣)، ويعلنون التزامهم لأيمان انعقادها، يقوم أحد أولئك الأمراء ويرتجل كلمة نيابة عن أبناء الأسرة الأموية يعزي فيها الحاكم بوفاة والده الفقيد ويهنئه بالمنصب الجديد (٤)، بعد ذلك يتقدم الوزراء وأولادهم وإخوانهم ويتلوهم أصحاب الشرطة وطبقات أهل


(١) - مؤلف مجهول، تاريخ عبد الرحمن الناصر، (تقديم د. عدنان محمد آل طعمه، دمشق دار سعد الدين، ١٩٩٢ م) ص ١٨. في الأندلس لبس البياض شعار للحداد والحزن، قال ابن دحية: "ولبس البياض عادة أهل الأندلس في الحزن على موتاهم استنوا ذلك من عهد بني أمية قصداً لمخالفة بني العباس في لباسهم السواد". انظر: ابن دحية، المطرب في أشعار أهل المغرب، (تحقيق: مصطفى عوض، الخرطوم، ١٩٥٤ م) ص ٨٥.
(٢) - المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص ١٢٠. البيان المغرب ٣/ ٦٠. البيعة شبيهة بالبيع الحقيقي كأن كل واحد منهما باع ما عنده من صاحبه، وأعطاه خالصة نفسه وطاعته ودخيلة أمره، والأصل في ذلك أنه كان من عادة العرب أنه إذا تبايع اثنان صفق أحدهما بيده على يد صاحبه. وهي في عرف اللغة ومقصود الشرع: العهد على الطاعة على أنهم يسلمون لربها النظر في أمور أنفسهم لا ينازعونه في شيء من ذلك ويطيعونه فيما يكلفهم به من الأمر على المنشط والمكره، شبهت حالتهم في مصافحتهم بأيديهم تأكيداً لعهدهم بفعل البائع والمشتري وسميت بيعة. انظر: عبد الحي الكتاني: نظام الحكومة النبوية، المسمى التراتيب الإدارية، (بيروت، دار الكتاب العربي، د. ت). ١/ ٢٢١ - ٢٢٢.
(٣) - الحلة السيراء، ١/ ١٣٨.
(٤) - تاريخ عبد الرحمن الناصر، ص ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>