للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في شان أخيه القاسم (١)، وكذلك مع الخليفة عبد الرحمن الناصر في شأن ولده عبد الله (٢).

ومن أساليب ممارسة الأمير أو الخليفة الأموي في الأندلس للسلطان، تعامله مع بعض المناوئين، فقد وضع الأمير عبد الرحمن الداخل سياسة ذات أبعاد في التعامل مع من يشك في إخلاصه من رجال الدولة. وكانت هذه السياسة نبراساً لمن أتى بعده من سلالته أمراء وخلفاء، كانت هذه السياسة تقوم على إخضاع ذوي الشوكة ثم نقلهم ومعهم أهلهم وذووهم إلى العاصمة قرطبة، وقد بدأ الأمير عبد الرحمن الداخل العمل بهذه السياسة منذ الأيام الأولى لإمارته، فبعد أن صالحه يوسف الفهري والصميل على أن يمنحهما ومن سواهما الأمان لهم ولأموالهم، واستجاب الداخل لطلبهما


(١) - أبو محمد القاسم بن محمد بن عبد الرحمن الأوسط، من أدباء بني مروان ونبهائهم، كان جباراً تياهاً، قام بحركة ضد أخيه الأمير عبد الله فحبسه، ومات في الحبس، وقد اختلف في سبب موته. انظر: المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص ٢٠٠ - ٢٠٤. المقتبس، تحقيق: أنطونيه ص ٤١. الحلة السيراء، ١/ ١٢٧ - ١٢٨، البيان المعرب ٢/ ١٥٠ - ١٥١.
(٢) - كان عبد الله بن عبد الرحمن الناصر من نجباء ألاد الخلفاء، شاعراً فقيهاً، على مذهب الشافعي، محباً للعلم والعلماء، وقد حدث عن بعضهم، له توليف تدل على علمه وفهمه، سعى ضده أخوه الحكم المستنصر بأنه يريد القيام ضد أبيه، فكان ذلك سبب قتله في آخر سنة ٣٣٨ هـ. انظر: جمهرة أنساب العرب، ص ١٠٢. الحلة السيراء، ١/ ٢٠٦ - ٢٠٨، البيان المغرب، ٢/ ٢١٧. أعمال الأعلام، ٢/ ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>