للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولاشك أن الأمير محمد كان يدرك الوضع العام السائد في دولته آنذاك، ومدى الاضطراب الذي يتهددها، بسبب كثرة المخالفين واعتداءات نصارى الشمال (١)، ولذا فهو على يقين بأن البلاد بحاجة إلى حاكم يمتاز بالصلابة والمراسة والشجاعة، وهذا ما امتاز به الأمير المنذر، ومن هذه صفته فهو أولى بالتقديم في مثل هذه الظروف (٢).

فإذا عرفنا ذلك، مع أخذنا بالاعتبار أن الأمير عبد الله بن محمد كان "لين العريكة، وشديد الحب للعافية (٣) " أدركنا أن تقديم المنذر لولاية العهد كان محكوماً بشخصيته القوية من جهة، وبطبيعة ظروف وأوضاع الدولة من جهة أخرى، وكان تقديم المنذر لولاية العهد مع وجود الأكبر من إخوته يجري وفق أسس من الحكمة والتبصر وتسمية من هو أصلح، حتى أن والده قدمه لولاية عهده قبل وفاته بأكثر من عشر سنوات (٤).

ومما يتصل باختيار الأنسب لولاية العهد، ما جاء من أن عبد الرحمن الناصر تولى الحكم بعد وفاة جده الأمير عبد الله بن محمد دون بقية أعمامه


(١) - المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي ص ٢٩٣ - ٢٩٤، ٣٠٤، ٣٠٧ - ٣١٠، ٣١٥ - ٣١٨، ٣٢٠ - ٣٢١، ٣٢٤ - ٣٢٦، ٣٢٩، ٣٣١ - ٣٣٢، ٣٤٩ - ٣٥٥، ٣٦٩ - ٣٧٣، ٣٩٣ - ٣٩٦، البيان المغرب، ٢/ ٩٤ - ٩٦، ٩٩ - ١٠٠، ١٠٣، ١٠٥. أعمال الأعلام، ٢/ ٢١. نفح الطيب ١/ ٣٥٠، ٣٥١.
(٢) - انظر: الماوردي، الأحكام السلطانية، ص ٥.
(٣) - المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي ص ٣٥٥.
(٤) - خرج الأمير المنذر سنة ٢٦٢ هـ على رأس جيش لمحاربة عبد الرحمن بن مروان الجليقي وصاحبه سعدون السرنباقي، وكان حينها ولياً للعهد. انظر: ابن القوطية، ص ٨٨ - ٨٩. المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي ص ٣٤٣ - ٣٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>