وقد قام "لويس مولينا" بنشر الجزء الأول من الكتاب مختصراً لعنوانه الذي جاء في أكثر من سبعين كلمة، مكتفياً بأول عبارة وردت في العنوان "ذكر بلاد الأندلس" وذلك في مدريد، سنة ١٩٨٣ م.
١١ - "نفح الطيب" لأبي العباس أحمد بن أحمد بن يحيى المقري، التلمساني، يعود أصله إلى بلدة "مَقَّره" بشرق الجزائر، ولد في تلمسان سنة ٩٨٦ هـ (١٥٧٨ م) وتلقى فيها وفي فاس علومه، وتنقل في بلاد المغرب والمشرق، حتى أدركته الوفاة سنة ١٠٤١ هـ (١٦٣٢ م) بمصر حيث دفن في مقبرة المجاورين. ولعل إعجاب المقري بالوزير لسان الدين بن الخطيب الدافع الأساسي له في تصنيف كتاب عنه، ثم رأى أن يمهد له بتاريخ عام للأندلس، فأتى كتابه الموسوعي "نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب" على قسمين، الأول: خاص بالأندلس، والثاني خاص في التعريف بابن الخطيب.
وقد أفاد البحث كثيراً من "نفح الطيب" فقد أورد معلومات لم ترد فيما سواه، من ذلك: الخبر المتعلق بكيفية تأديب الأمير عبد الرحمن الأوسط لولده المنذر الذي كان كثير الشك بمن حوله، معاقباً لمن قدر عليه منهم، مكثراً التشكي لوالده ممن ليس له قدرة عليهم.
كما أنه أفاد البحث في وصفه المسهب لبعض الاحتفالات الرسمية التي كانت تجريها الدولة الأموية، بالذات وصف الحفل الذي أقيم عند مبايعة الحكم بن عبد الرحمن الناصر بالخلافة، كما أنه انفرد بخبر تشبه بني