للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لعمه عبد الله ألف دينار راتباً شهرياً، بالإضافة إلى ألف دينار أخرى كل عام على شكل مخصصات (١)، وأن يبقى في بلنسية مؤدياً للطاعة (٢).

وعندما تولى الإمارة عبد الرحمن الأوسط تردد عبد الله البلنسي في إعلان البيعة، ثم جهر بالعصيان إلا أنه فُلج ففشلت حركته "فكاتب عبد الرحمن بخبر علته ويأسه من نفسه، وعهد إليه بالنظر لأهله وولده، فأنفذ عهده ولم يعرض له إلى أن مات سنة ثمان ومائتين" (٣).

وعندما جعل الأمير عبد الله بن محمد أكبر ولده محمداً ولياً لعهده (٤)، حقد عليه أخوه مطرف، فأوغر عليه صدر والده حتى أمر به فوضع في السجن الخاص بقصر الإمارة (٥)، وبعد أن بدأت علامات براءة محمد تظهر لأبيه، وعزم على إطلاقه، بادر مطرف إلى أخيه محمد فقتله مع فجر يوم الخميس ليلة عشرة خلت من شوال سنة سبع وسبعين ومائتين (يناير


(١) - المصدر السابق، ٢/ ٧٠.
(٢) - الحلة السيراء، ٢/ ٣٦٣.
(٣) - الحلة السيراء، ٢/ ٣٦٣ - ٣٦٤. الملاحظ أن عبد الله البلنسي بن عبد الرحمن الداخل منذ البداية لم يكن جاداً في إعلان عصيانه سواء ضد أخيه هشام أو ولده وحفيده، إذ أنه في كل مرة يعلن عصيانه ما يلبث أن تهدأ ثائرته ويراسل الأمير لطلب العفو أو يأتي بغير أمان، فيقابله الأمير بالإكرام ويعرف له حقه ويصله، وهنا نجد أننا أمام شخصية قلقه واقعة تحت تأثير شخصية أخرى أقوى من شخصيته.
(٤) - البيان المغرب ٢/ ١٥٠.
(٥) - الحلة السيراء، ٢/ ٣٦٧. البيان المغرب ٢/ ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>