للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعتذراً عما اقترفوه، فلماذا لا يكون الأمير عبد الرحمن الأوسط من بين أولئك الجيران (١)؟.

وفي ربيع سنة (٨٤٥ م) الموافق شهر شوال أو ذي القعدة من سنة (٢٣٥) هـ وصل وفد ملك النورمان إلى قرطبة، وبعد أن أدى رسالته غادر في أوائل سنة (٢٣٦) هـ الموافق أواخر صيف سنة (٨٤٥ م) وبصحبته الوفد الأندلسي (٢) المكون من يحيى الغزال وصاحبه يحيى بن حبيب (٣)، وعندما وصل الغزال وصاحبه إلى عاصمة النورمان أمر الملك بإكرامهما وأنزلهما منزلاً حسناً، ثم جلس لاستقبالهما بعد يومين فقط من وصولهما حيث استلم رسالة الأمير عبد الرحمن الأوسط، واستعرض هديته، ولم


(١) - غارات النورمانديين على الأندلس ص ٤٠، ٤٥ - ٤٦.
(٢) - المرجع السابق، ص ٥١ - ٥٢.
(٣) - المطرب، ص ١٣٠، وقد ذهب الدكتور البنداق إلى أن ابن حبيب هذا هو الشهير بـ"صاحب المنيقلة" حيث خرج من ذلك بنتيجة مؤداها أن وجوده في السفارة مهم جداً إذ أن معرفته بالفلك تمكنه من دراسة "ظروف الحياة الطبيعية في بلدان الشمال وإطلاع الأمير عليها" انظر: البنداق، المرجع السابق ص ١٥٠. والذي ذهب إليه الدكتور البنداق غير صحيح إذ أن صاحب المنيقلة هو عباس بن فرناس الذي اشتهر بعدة علوم من بينها الكيمياء والفلك. انظر: المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي ص ٢٨٢ - ٢٨٣. المغرب في حلى المغرب ١/ ٣٣٣. نفح الطيب ٣/ ٣٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>