للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سنة (٨٣٩ - (٨٤٠) م) (٢٢٥) هـ وصل إلى قرطبة رسول يدعى: قراطيوس Kratiyus على رأس وفد قادم من عند الإمبراطور البيزنطي: تيوفيلوس Theophilus (١) .

وقد جرى للرسول البيزنطي استقبالٌ حافلٌ، وبعد أن قدم هدايا الإمبراطور للأمير، تليت الرسالة التي من أجلها حضر الوفد إلى قرطبة، فقد أبدى فيها الإمبراطور رغبته في إقامة علاقات ودية مع الأمير الأموي، وأن تكون بينهما معاهدة صداقة وتحالف، كما لم ينس تذكيره بموطنه الأصيل، وقسوة العباسيين ضد أسرته، وإن باستطاعته العودة إلى الشام، و يتعهد له بتقديم المساعدة اللازمة لتحقيق هذا الهدف، ثم تطرق إلى مسألة الأندلسيين الذين استولوا على جزيرة إقريطش (٢)، وفي نهاية رسالته لمز


(١) - نفح الطيب، ١/ ٣٤٦ - ٣٤٧، بروفنسال، الإسلام في المغرب والأندلس، (ترجمة د. محمود عبدالعزيز سالم، محمد صلاح الدين، القاهرة، مكتبة نهضة مصر ١٩٥٦) ص ٩٧.
(٢) - عن جزيرة إقريطش "كريت" انظر: د. اسمت غنيم، الإمبراطورية البيزنطية وكريت الإسلامية، (جدة، دار المجمع العلمي، ١٣٩٧ هـ) ص ٢١ - ٣٢، والمصادر المذكورة. وقد أحدث ضياع إقريطش من أيدي البزنطيين ارتباكاً واضحاً في النظام الدفاعي للإمبراطورية البيزنطية عموما، لأنه أفقدها ميزة الانسجام بين قواتها البرية والبحرية. انظر: د. أحمد العدوي، إقريطش بين المسلمين والبيزنطيين في القرن التاسع الميلادي، (القاهرة، المجلة التاريخية المصرية م ٣ ع ٢ أكتوبر ١٩٥٠ م) ص ٦٠. وأما عن الأندلسيين الذين تمكنوا من الإستيلاء على جزيرة إقريطش. انظر: د. عبد العزيز سالم، تاريخ الإسكندرية وحضارتها في العصر الإسلامي، (نشر: مؤسسة شباب الجامعة ١٩٨٢ م) ص ١٢٨ - ١٣٨. قارن: ابن حزم، جوامع السيرة، (تحقيق: إحسان عباس وناصر الدين الأسد. القاهرة. المكتبة التجارية الكبرى. د. ت) ص ٣٤٤. الحلة السيراء، ١/ ٤٤ - ٤٥ المغرب في حُلى المغرب ١/ ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>