للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعين لهذا الغرض، وذلك لكي يقوم أهل الخدمة بإعداد ما يلزم من وسائل الراحة، ويكون الموكب فخماً نبيلاً، يتبارى الشعراء في وصفه (١)، وعندما يجتاز الموكب القنطرة المقامة على الوادي الكبير، يكون صاحب المدينة قد منع الناس من عبورها، كما أنه يتولى إبعادهم عن المكان الذي سيتوجه إليه الموكب للصيد، ومن خالف ذلك، فإن صاحب المدينة يقبض عليه، ويلقي به في السجن، إلى حين عودة الموكب، ولا يستثنى أحد من هذا الإجراء، حتى وإن كان من أبناء الأسرة الأموية (٢).

ومن الوسائل المفضلة في الصيد عند الأمويين، الصقور "البزاة" ولأجل هذا فقد اعتنوا فيها كثيراً، وخصصوا أراض شاسعة لتربيتها والعناية بها، مثل جزيرة يابسة (٣)، والمناطق الجبلية في أشبونة (٤).


(١) - المقتبس، تحقيق: شالميتا، ص ٧٥.
(٢) - البيان المغرب، ٢/ ١٤٦.
(٣) - جزيرة يابسة "أبيثا Ibiza" مشتق من اسمها الفينيقي ابيوسوس " Ebusuz" وهي كبرى جزر الصنوبر " Islas de Pinos" الواقعة غربي ميورقة، وهي جزيرة خصبة اشتهرت بالفواكه وأخشاب الصنوبر، بالإضافة إلى شهرتها في انتاج الملح، وجبالها من أفضل الأماكن لتربية فراخ البزاة الجيدة، وقد خرجت من أيدي المسلمين سنة ٦٣٣ هـ. انظر: أثار البلاد وأخبار العباد، ص ٢٨٢. المغرب في حُلى المغرب ٢/ ٤٧٠. الروض المعطار، ص ٦١٦. د. عصام سالم، جزر الأندلس المنسية (بيروت، دار العلم للملايين، ١٩٨٤)، ص ١٣، ٢٨ - ٣١.
(٤) - اشبونه " Lisbonne" وتكتب لشبونة ولسبونة، تقع غربي باجه، اشتهرت بكثرة أشجارها، وبضروب الصيد في البر والبحر، وبزاتها الجبلية أطير البزاة وأعتقها، وهي= =عاصمة البرتغال حالياً، وتقع على ساحل المحيط الأطلسي عند مصب نهر التاجو. انظر: وصف الأندلس للرازي، ص ٩٠. تعليق منتقى، ص ٢٢، ٢٩١. آثار البلاد وأخبار العباد ص ٤٩٦ - ٤٩٧. الروض المعطار ص ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>