للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ناصح (١)، ومنية البنتلي الواقعة أيضاً شرقي مدينة قرطبة (٢).

وكان الأمراء والخلفاء يرتادون هذه المنتزهات عادة في وقت الحر والربيع، لأجل الفرجة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية، فإذا حل الخريف ذهبوا إلى اشبيلية وشواطئها (٣)، وأما في الشتاء فربما انتقل الخلفاء من الزهراء إلى قرطبة (٤).

وقد كان الشعراء يتبارون في وصف المنية التي يبنيها الأمير أو الخليفة لنزهته (٥)، وأما موكب النزهة، فلم يكن يختلف عن موكب الصيد، فبعد أن يتم تقديم المطبخ، كان الأمير أو الخليفة يظهر للناس بكامل زينته، والأعلام تخفق حوله، ورجاله المقربين بين يديه، والحرس قد أحاطوا به، ويخترق الموكب الشوارع، وسط هتافات الجماهير المصطفة على الجانبين، حتى يمضي إلى سبيله.

وقد جرت العادة أن الخليفة هشام المؤيد، كان يخرج مستخفياً، والحاجب العامري أمامه، بعد أن يكون قد أمر الجيش بطرد الناس عن


(١) - البيان المغرب، ٣/ ٤٠.
(٢) - المقتبس، تحقيق: شالميتا، ص ٥٧.
(٣) - قضاة قرطبة، ص ٤٩.
(٤) - المقتبس، تحقيق: د. عبد الرحمن الحجي، ص ٢١١ - ٢١٣.
(٥) - المصدر السابق، تحقيق: أنطونيه ص ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>