للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي بعض الأحيان يُختن مع أولادهم أولاد كبار رجالات الدولة، ومجموعة كبيرة من أولاد الضعفاء، ويقام احتفال كبير بهذه المناسبة، فالحاجب المنصور بن أبي عامر عندما ختن أولاده، ختن معهم من أولاد أهل دولته خمسمائة صبي، ومن أولاد الضعفاء عدد لا ينحصر، وأقام احتفالاً كبيراً بلغت فيه النفقة خمسمائة ألف دينار (١).

وفي مثل هذه المناسبات، يدعى كبار رجالات الدولة والفقهاء والمشاورون من العدول ووجهاء البلد لحضور الاحتفال، ومن تخلف عن الحضور تتم مساءلته.

فالخليفة عبد الرحمن الناصر عندما أقام حفل ختان لأولاد ابنه عبيد الله، اتخذ لذلك صنيعاً عظيماً بقصر الزهراء، لم يتخلف عنه أحد من كبار المدعويين، إلا الفقيه العالم أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم بن مسرة (٢)، فافتقد


(١) - نفح الطيب، ١/ ٥٩٦.
(٢) - أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم بن مسرة التجيبي، من موالي بني هلال ولد سنة ٢٧٧ هـ أصله من طليطلة، سكن قرطبة لطلب العلم، ثم استوطنها، كان خيراً فاضلاً ديناً ورعاً، مجتهداً عابداً، زاهداً وقوراً مهيباً، من أهل العلم والفهم والفضل، مشاوراً في الأحكام، صدراً في الفتيا، يناظر عليه في الفقه، كان رحمه الله صليباً في الحق، لا تأخذه في الله لومة لائم، وقد كان الخليفة الحكم المستنصر بالله معظماً لابن مسرة حتى أنه إذا دخل عليه مد رجليه أمامه ويعتذر بكبر سنه، فلا يعارضه الخليفة. توفي رحمه الله بطليطلة في رجب أو شعبان سنة ٣٥٢ هـ وهو غازٍ مع الخليفة الحكم المستنصر بالله. انظر: ابن الفرضي، ترجمة رقم ٢٣٥. ترتيب المدارك، ٦/ ١٢٦ - ١٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>