للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مقاومة، بعد أن فشل الفهري في اللجوء إليها (١)، ومنذ ذلك اليوم بدأت دولة بني أمية في الأندلس.

وتجدر الإشارة إلى أن الأمير عبد الرحمن الداخل على الرغم من أنه استغل العصبية القبلية المتفشية في الأندلس آنذاك لتحقيق أهدافه، إلا أنه لم يقع أسيراً لتلك العصبية، بل على العكس من ذلك فقد عمل من أول وهلة على إخضاعها لسلطانه (٢)، مرتفعاً بإمارته أن تكون رهينة للتحالفات القبلية، وبذلك فقد أصبح معيار القرب منه والبعد عنه مرتبطاً بمبدأ الطاعة، فمن التزم بالأوامر وظهر الإخلاص في تصرفاته، ضمن الحظوة لديه، ومشاركته في تحمل أعباء إمارته، وأما من كان لا يزال يعاني من داء العصبية القبلية فلا سبيل إلى الاستعانة به إطلاقاً.


(١) - عندما أدرك الفهري أن الهزيمة لحقت به، حاول التحصن في قرطبة، إلا أن عاملها عبد الرحمن بن عوسجه أغلق الأبواب في وجهه، فاضطر الفهري إلى التوجه نحو طليطلة وقيل إلى البيرة. أنظر: ابن القوطية، ص ٢٦ - ٢٨، أخبار مجموعة ص ٨٩ - ٩٠، البيان المغرب، ٢/ ٤٧، مؤلف مجهول، ذكر بلاد الأندلس (تحقيق: لويس مولينا الجزء الأول: مدريد ١٩٨٣ م) ١/ ١١٣ - ١١٤.
(٢) - من ذلك مثلاً: موقفه من اليمنية بعد هزيمته للفهري في موقعة المصارة، انظر: ابن القوطية، ص ٢٨، أخبار مجموعة، ص ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>