للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعد أن تمكن محمد بن عبد الرحمن التجيبي من قتل والي سرقسطة أحمد بن البراء في شهر رمضان سنة (٢٩٦) هـ (يونيو (٩٠٩) م) كتب التجيبي للأمير عبد الله بن محمد يذم عنده أحمد ابن البراء ويقدح فيه، ويسأله الإسجال له على سرقسطة وماحولها، فلبى الأمير طلبه لعجزه عن مواجهته أو مواجهة غيره (١).

كما أن الأمير عبد الله أسجل لمحمد بن عبد الكريم بن الياس (٢) على بلده "ورد" من كورة شذونه، كفاً لشره (٣).

وإذا كانت حكومة قرطبة غير متأكدة من صدق ولاء من يريد الإسجال له على بلده، وفي الوقت نفسه لا تستطيع رده خائباً، ففي هذه الحالة يتم أخذ أحد أولاد صاحب الطلب ليبقى رهينة بقرطبة مكرماً معززاً، فالأمير محمد بن عبد الرحمن بعد أن أسجل لذي النون بن سليمان


(١) - المصدر السابق ص ٢١.
(٢) - محمد بن عبد الكريم بن الياس، ينتسب إلى قبيلة مغيلة من بربر البتر، كان والده من أنصار الدولة الأموية لكن بعد وفاة الأمير المنذر بن محمد أعلن عبدالكريم تمرده في محلته ورد، وقد أقره الأمير عبد الله بن محمد على محلته مكتفياً منه: إعلان الطاعة، وبعد وفاة عبدالكريم نهج ولده محمد على خطاه، وسعى للفتنة، فراسله الأمير عبد الله وداراه، فأعلن الطاعة وأسجل له الأمير على بلده، وظل على حاله إلى أن استنزله عبد الرحمن الناصر وأسكنه قرطبة وأكرم منزلته وشرف فيها عقبه. انظر: جمهرة أنساب العرب، ص ٤٩٩. المقتبس، تحقيق أنطونية، ص ٢٤. نصوص عن الأندلس ص ١١٣.
(٣) - المقتبس، تحقيق أنطونيه، ص ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>