للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يمكن أن يصل إليه إلا من كان مسلماً، ولأجل هذا فعندما أصيب عبد الله بن محمد بن أمية بن يزيد (١) بعلة أقعدته عن ممارسة مهام صاحب القلم الأعلى، وذلك في سنة (٢٤٠) هـ (٨٥٤ م) تقريباً، قام قومس بن أنتنيان بأعمال عبد الله بن أمية، فلما توفي ابن أمية، قال الأمير محمد "لو أن قومساً كان مسلماً ما استبدلناه" ولأجل هذا بادر قومس إلى إعلان إسلامه والإشهاد على ذلك، فولاه الأمير خطة الكتابة (٢).

وما كان الأمويون يتسامحون في أمر من أمور الكتابة، فهناك رسوم على الجميع التقيد بها، وهي أن يُحكِمْ الكاتب "الخط، فيقيم حروفه، ويراعي المداد فيجيد صنعته، ويميز الرقَّ فيحسن اختياره، وعجزه الحزم النافذ والحُكم الصَّادع، بأن تكون صدور كتب الاعتراضات وعنواناتها وتواريخها والأعداد في رؤوس رسومها" (٣).


(١) - عبد الله بن محمد بن أمية بن يزيد بن عبد الرحمن ابن أبي جوثرة، مولى معاوية بن مروان بن الحكم، جده أمية دخل الأندلس في طالعة بلج، وتولى مهمة الكتابة للأمير عبد الرحمن الداخل، وفي عهد الأمير عبد الرحمن الأوسط كان عبد الله بن محمد بن أمية يتولى منصب ولاية العرض، ثم تولى الوزارة والكتابة للأميرين عبد الرحمن الأوسط وابنه الأمير محمد. وأسرة أمية بن يزيد هي من الأسر التي وصفت بالنجابة واستحوذ أبناؤها على خطة من خطط الدولة. انظر: المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص ٣١، والتعليق رقم ١٠٠. الحلة السيراء ٢/ ٣٧٣.
(٢) - ابن القوطية، ص ٨٢.
(٣) - الذخيرة، ق ١ م ١ ص ١٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>