للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لإيثاره إذ كان من أعيان رجال الموالي في الدولة … ومن أشهرهم بالحلم والوقار والحصافة والعلم والمعرفة والحزم والجزالة، وقد قاد بالصوائف فأحمدت سياسته وكانت له في التدبير آراء صائبة، وفي الحروب مقاومة كريمة (١) " ويفضل على نظيره عبد الكريم بن عبد الواحد بن مغيث بأنه لم يكن يقبل الهدية أو المكافأة على قضاء الحاجة (٢) بل كان يهجر من عرضها عليه (٣).

وعندما نقلب صفحات تاريخ حجاب بني أمية بالأندلس، نجد أن أياً منهم لم يصل إلى هذا المنصب إلا إن كان من صنائعهم، بالإضافة إلى أنه لابد من المرور بعدة مناصب هي أشبه ما يكون بالتدرج الوظيفي، فإذا ظهرت كفاءته فيها، رقي إلى منصب الحجابة.

فالحاجب سفيان بن عبد ربه "كان من أكابر رجال أهل الخدمة الكفاة المستقلين بأعبائها، … تولى خدمة الخزانة الكبرى أيام الأمير الحكم … ولم يزل ينتقل في مراتب الخدمة إلى أن نال الحجابة" (٤)، وهذا التدرج الذي مر به الحاجب سفيان بن عبد ربه سلكه خلفه الحاجب عيسى بن شُهيد، فقد ولاه الأمير عبد الرحمن الأوسط "خطة الخيل، ثم


(١) المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص ٢٦.
(٢) ابن القوطية، ص ٧٤.
(٣) المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص ٣٠.
(٤) المصدر السابق، ص ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>