ولقد كان متولي الحجابة عرضة لحسد الآخرين ومكائدهم، والمصادر الأندلسية فيها من النصوص ما يكفي للتدليل على ذلك، من هذه النصوص: -
ما ذكره ابن حيان عن الرازي أن نصر الخصي الغالب على دولة الأمير عبد الرحمن الأوسط كان في قلبه غصة على الحاجب عيسى بن شُهيد بسبب مساندة الأخير لمحمد بن الأمير عبد الرحمن ليصبح ولياً للعهد، مخالفاً بذلك رغبة نصر وسيدته طروب حظية الأمير عبد الرحمن في تقديم ولدها عبد الله، ولذا فقد استغل نصر الخصي احتجاب الأمير عبد الرحمن بسبب إصابته بمرض ألم به، فسارع إلى تزوير مرسوم على لسان الأمير بصرف ابن شُهيد عن الحجابة إلى الوزارة وترقية الوزير عبد الرحمن بن رستم (١) ليكون حاجباً، وتم تنفيذ الأمر، فلما شفي الأمير
(١) ينتمي عبد الرحمن هذا إلى عبد الرحمن بن رستم بن بهرام، مؤسس الدولة الرستمية في تاهرت في المغرب الأوسط، ويرى بروفنسال أن عبد الرحمن الذي قدمه نصر الخصي للحجابة، ربما يكون إما ابنا أو أخاً لمحمد بن سعيد بن رستم الذي تصرف في الوزارة والقيادة للأمير عبد الرحمن الأوسط، انظر: المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، تعليق رقم ٨٧ والمصادر الوارده في التعليق. ولكني أستبعد أن يكون ابنا لمحمد بن سعيد، المتوفي سنة ٢٣٥ هـ، إذ كيف يصبح رئيساً لأبيه؟