للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عامر بن تمام (١) ومحمد بن موسى وغيرهم، فقد كانوا "لا يألونه ختالاً، ولايدعون استطراده عثاراً" من ذلك أنهم أجمعوا على توريطه عند الأمير محمد في أمر دفعوه لكي يكون أول المتكلمين به -أي الحاجب- لأنه حسب الرسم هو المتكلم بلسانهم، وضمنوا له إتمام الحديث بعد أن يفتتح هو القول (٢)، ويبدو أنه كان من رسوم بني أمية بالأندلس أن الأمير إذا سكت عن الحديث فإن هذا يعني ضرورة انصراف الحضور، يدل على ذلك أن أولئك الوزراء اشترطوا على ابن أبي عبده أن يفاتح الأمير بالموضوع المتفق عليه في آخر المجلس، وتم لهم ماأرادوا، فبعد أن تحدث معهم الأمير فيما يريد سكت ووجب القيام، فأشار هاشم إلى عيسى لكي يخاطب الأمير فيما اتفق عليه جميعهم، فتقدم عيسى إلى الأمير وطلب الإذن منه ليفاتحه بذلك الموضوع فلما أقبل عليه الأمير، وإذا بهاشم بن عبدالعزيز وبقية الوزراء قد نهضوا وغادروا المجلس ففطن الحاجب


(١) هو الوزير الأديب أبو غالب تمام بن عامر بن أحمد بن تمام بن علقمة الثقفي، ينتمي لإحدى الأسر المساندة للأسرة الأموية، تولى خطة الوزارة للأمير محمد ولولديه الأميرين المنذر وعبدالله، وكان عالماً أديباً، نظم أرجوزة مشهورة في ذكر افتتاح الأندلس وتسمية ولاتها وأمرائها ووصف حروبها منذ دخول طارق بن زياد إلى آخر أيام الأمير عبدالحمن بن الحكم، وقد طال عمر تمام بن عامر حيث توفي سنة ٢٨٣ هـ. انظر: المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص ١٧٩ - ١٨٤، والتعليق رقم ٣٥١، والمصادر الواردة فيه. الحلة السيراء، ١/ ١٤٣ - ١٤٤.
(٢) المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص ١٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>