للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها ابتذال شرفهم، غادروها سيرة، وخلفوها عادة أثيره، تشاح الخلف فيها تشاح أهل الديانة وصانوا بها مراتبهم أعظم صيانة، ورأوا أن أحداً لايلحق فيها غاية، ولايتلقى لها راية، فلما اصطفى الحكم المستنصر بالله جعفر بن عثمان واصطنعه ووضعه من أثرته حيث وضعه وهو نزيع بينهم، ونابغ فيهم، حسدوه وذموه وخصّوه بالمطالبة وعمّوه، وكان أسرع هذه الطائفة من أعالي الوزراء وأعاظم الدولة إلى مهاودة المنصور عليه، والانحراف عنه إليه، آل أبي عبده (١)


(١) أسرة آل أبي عبدة من أكبر أسر موالي بني أمية في الأندلس، والعلاقة بين الأسرتين تعود إلى أيام مروان بن الحكم بالشام، فقد كان عبدالله بن جابر رأس أسرة آل أبي عبده من أشد الناس إخلاصاً لمروان بن الحكم في معركة مرج راهط التي وقعت سنة ٦٤ هـ وقد انتقل حسان بن مالك بن عبدالله بن جابر إلى الأندلس سنة ١١٣ هـ فهو رأس أسرة آل أبي عبدة في الأندلس، وترك أولاده في المشرق فقتلوا جميعاً إلا عبدالغافر فقد كتبت له الحياة لصغر سنه، فنشأ عبدالغافر مع عبدالرحمن بن معاوية وتربى معه، ثم إن عبدالغافر ترك المشرق وذهب لأبيه في الأندلس قبل وصول ابن معاوية، ولذا فما أن سمع أبو عبده حسان بن مالك بمقدم بدر داعية لابن معاوية، حتى سارع وأرسل إليه ولده عبدالغافر، وعمل على مناصرته، فلما توطد الحكم للأمير عبدالرحمن الداخل استوزر أبا عبده وقدمه على جيوشه ومازال يكلفه بالمهام حتى توفي بأشبيلية. وبعد وفاة أبي عبدة حرص الأمير الداخل على ضمان ولاء هذه الأسرة، فسارع إلى استخدام عبدالغافر ابن حسان في الوزارة، ليضع قانوناً سار عليه الأمويون من بعده، وهو حفظ مناصب الدولة بأيدي أبناء أسر معينة.
لذا نجد أسرة آل أبي عبده يلي رجالها المناصب الإدارية العليا في الدولة الأموية، ويرتفع شانها بقوة حتى أنها ورثتها بعد سقوطها سنة ٤٢٢ هـ، فقد أقام أبو الحزم جهور بن محمد بن جهور الذي ينتهي نسبه إلى عبده، دولة بني جهور بقرطبة إبان عصر دويلات الطوائف. انظر: المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي، ص ٢٥ - ٢٩، ١٣٧، ١٥٢ - ١٥٣، ١٩٦ - ١٩٨، ٣١٢، وكذلك التعليق رقم ٩٧ وماورد به من مصادر. المقتبس، تحقيق: شالميتا، ص ٩٧، ٢٠٣، ٢١٠، ٢١٣، ٢١٥، ٢٤٢. أخبار مجموعة، ص ٥١، ٥٢، ٥٥، ٦٨، ٧٦، ٨٢، ٩٤، ٩٥، ٩٩، ١٠٠، ١٠٢. الحلة السيراء ١/ ١٢٠ - ١٢١، ٢٤٥ - ٢٥٢، ٢/ ٣٠ - ٣٤. البيان المغرب، ٢/ ٦١، ٦٣، ٨٤، ٩٣، ١٤٥، ١٥٨، ١٦٠، ١٦٤، ١٦٧، ١٩٥، ١٩٧، ٢٠٨. المصدر السابق ٣/ ١٥٢، ١٨٥ - ١٨٧، ٢٣٢ - ٢٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>