للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وناقشه في بعض الأمور، وبعد أن غادر عبدالملك المجلس صدر من الخليفة المرسوم التالي، يقال أنه كان بخط يده: -

"بسم الله الرحمن الرحيم، من هشام المؤيد، أتم الله عليك نعمته وهنأك قسمه وألبسك عفوه وعنايته، لما رأيناك - سلمك الله - من صنع الله الجسيم، وفضله العظيم، لنا عليك ما شفى الصدور، وأقر العيون، استخرنا الله في أن سميناك المظفر .. كذلك أبحناك التكني في مجالسنا ومحافلنا، وفي الكتب الجارية منك وإليك في أعمال سلطاننا، وسائر ما يجري فيه اسمك معنا ودوننا، .. كذلك شرفنا فتاك أبا عامر محمد بن المظفر تلادنا أسعده الله بالإنهاض إلى خطة الوزارتين، وجمعناه بها في التكني على المشيخة، والترتيب إثرك في الدولة لأنك تربيتنا، وسيف دولتنا … (١) ".


(١) أعمال الأعلام، ٢/ ٨٨ وانظر: البيان المغرب، ٣/ ١٦، هذا هو أسلوب العامريين مع الخليفة المؤيد، فأي واحد منهم، عندما يريد من الخليفة استصدار أمر فيه رفعة له، فإنه يجتمع به على انفراد، ويملي رغبته عليه، وبعد عدة أيام يستدعي الخليفة حاجبة صاحب الطلب، ومن ثم ينعم عليه بمراده، مظهراً للناس أن هذا تم بإنعام منه، وأنه هو الذي يدبر الدولة، والحاجب لا شك حريص على هذا الأسلوب لأن في صدور مرسوم من الخليفة بالإنعام عليه في شيء ما، مهم بالنسبة لوضعه بين الناس فضلاً عن إضفائه الصفة الشرعية على ما حظي به الحاجب.

<<  <  ج: ص:  >  >>