للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحجابة منحه الخليفة لقب المأمون مضافاً إلى اسمه الأول ناصر الدولة كما شرفه بالتكنية، وأصدر الخليفة في ذلك مرسوماً بخط يده، جاء في العنوان "الحاجب المأمون ناصر الدولة أبو المطرف، حفظه الله، بسم الله الرحمن الرحيم أدام الله حفظك، وأحسن على الصلاح عونك، … تسميتك في كتبنا إليك وتحليتك بالمأمون في مخاطبتك زائداً على أول أسمائك … فاعتمل فيما ينفذ من الكتب عنك وإليك على عنوان كتابنا هذا إليك (١) " وأمر الخليفة بإنقاذ هذه الرقعة إلى الوزير الكاتب جهور بن محمد، ليثبت هذه التسمية في الأزمة، وتكون معتمدة رسمياً في المخاطبة، وتنفذ في ذلك الكتب لتتلى على منابر الأندلس كافة (٢).

وفي يوم الثلاثاء (١٤) من ربيع الأول سنة (٣٩٩) هـ (١٧ نوفمبر (١٠٠٨) م) توصل عبد الرحمن بن المنصور إلى استصدرا مرسوم من الخليفة يقضي بتعيينه ولياً للعهد، بعد أن أقنع الخليفة بضرورة ترقيته إلى هذا المنصب، محتجاً بالقرابة التي تربطهما من جهة الأم (٣). وفي الوقت نفسه


(١) البيان المغرب، ٣/ ٤١.
(٢) المصدر السابق، ٣/ ٤١.
(٣) نفسه ص ٣/ ٤٢، وأما عن القرابة التي بين المؤيد وعبد الرحمن فهي كما يلي: - شاع في الأندلس زواج المسلمين من نصرانيات، وكانت هناك مصاهرات بين حكام الأندلس والشمال الأندلسي ومن ذلك أن الخليفة الحكم المستنصر تزوج بامرأة بشكنسية تدعى "صبح" Aurora فولدت هشام المؤيد، كما أن المنصور بن أبي عامر قد تزوج من ابنة شانجة بن غرسيه " Sancho Gures II" ملك بلاد النافار التي عاصمتها بمبلونه Pamplona وتعرف بالمصادر الأندلسية باسم "عبد هـ" أثنت عليها المصادر وهي أم عبد الرحمن وهي التي أطلقت عليه اسم "شنجول" تصغيراً لاسم أبيها وتدليلاً لابنها. انظر: اعمال الأعلام، ٢/ ٤٢، ٦٦، ٧٣. البيان المغرب، ٢/ ٢٥٣، ٣/ ٨٣، الحلة السيراء، ١/ ٢٧٢ حاشية رقم ١. محمد عنان، تراجم إسلامية شرقية وأندلسية. (القاهرة، مكتبة الخانجي، ط الأولى، ١٣٩٠ هـ /١٩٧٠ م) ص ١٩٩ - ٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>