للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذلك جرت العادة لدى بني أمية بالأندلس أن يقدَّم الوزير على القاضي (١) كما اتصفوا بكثرة استشارتهم لوزرائهم (٢)، ولذا فإن الآراء التي تقدم من الوزراء لابد أن تكون مكتوبة في بطائق خاصة (٣).

ورغم المكانة العالية للوزراء، فإن للأمير عيون تنقل إليه كل ما يجري لديهم إذا جلسوا في بيتهم (٤) الذي جرت العادة أن تفوح منه رائحة المسك دائماً (٥).

والوزير يمنح ألقاباً تضاف إليه حسب طبيعة عمله -كما ذكرنا سابقاً- فالخليفة الحكم المستنصر منح وزيره غالب بن عبد الرحمن لقب "القائد الأعلى" وأصدر في ذلك مرسوماً ثبت في الديوان الخاص وفي بيت الوزارة أمر فيه ألا ينادى ولا يخاطب غالب بن عبد الرحمن إلا ب"الوزير القائد الأعلى (٦) ". هذا اللقب الذي منحه الخليفة المستنصر للوزير غالب


(١) النباهي، ص ٨٨.
(٢) المقتبس، تحقيق: أنطونيه، ص ٧٢، ١٣٠.
(٣) ذكر بلاد الأندلس، ١/ ١٥٤. نفح الطيب ١/ ٣٥٣.
(٤) ابن القوطية، ص ١١٣. المقتبس، تحقيق: أنطونيه، ص ٨٦. ومما يدل على شدة الرقابة المفروضة على الوزراء في بيتهم ماذكره الرازي من أن الوزير هاشم بن عبد العزيز تنفس بطريقة تدل على التذمر عندما أخرج الأمير المنذر إلى الوزراء رقعة بتوقيعه فرفع أمره مباشرة إلى الأمير المنذر. انظر: الحلة السيراء، ١/ ١٣٨ - ١٣٩.
(٥) جذوة المقتبس، ص ٤٠٧ ترجمة رقم ٩٧٥.
(٦) المقتبس، تحقيق: د. عبد الرحمن الحجي، ص ٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>