للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأندلس، وذلك يوم الخميس مستهل ذي الحجة سنة (٣١٦) هـ (١) (١٥ يناير (٩٢٩) م).

وكانت الإمارة الأموية في الأندلس في مطلع القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) لا تسيطر إلا على قرطبة وقراها، فتمكن الخليفة عبد الرحمن بن محمد الشهير بالناصر من بسط نفوذه على المدن التي خرجت عن نطاق سيطرة قرطبة، وكان يعتمد على المركزية المطلقة في الحكم، شديد التمسك بها (٢)، حتى أنه كان يناقشها مع بعض الوفود الدبلوماسية التي تقدم إلى قرطبة لزيارته (٣)، ولكنه مع كل هذا كان يجيد التعامل مع أنصاره ومناوئيه على السواء، فقد امتاز بالوفاء بالعهد، وإكرام من أتاه طائعاً، الأمر الذي ساعده كثيراً في السيطرة على البلاد (٤).


(١) - المقتبس، طبعة بدروشالميتا، ص ٢٤١ - ٢٤٢، البيان المغرب ٢/ ١٩٨ - ١٩٩.
(٢) - ستانلي لين بول، العرب في أسبانيا (ترجمة: علي الجارم، القاهرة، دار المعارف ١٩٤٧ م)، ص ٩٩.
(٣) - محمد عنان، دولة الإسلام في الأندلس: ١/ ٢/٤١٧.
(٤) - المغرب في حُلى المغرب، ١/ ١٨٢ - ١٨٥. عندما تطرق ليفي بروفنسال لذكر عبد الرحمن الناصر وصفه بقلة الورع، وأنه صاحب تقوى ظاهرية، وأن خوفه من الفقهاء هو الذي حال بينه وبين تولية منصب قضاء الجماعة لأي شخصية من أصل أندلسي، وذلك لشدة تسامحه مع اليهود والنصارى الذي لم يشعر تجاههم بأي تعصب، كما كان عصره فترة ازدهار لهم. انظر: L.PROVENCAL: HISTOIRE DE L'ESPAGNE MUSLMANE. ٣.VOLS.PARIS ١٩٥٠، T، ١١، P: ٣. هذه نظرة مؤرخ معادٍ للإسلام وأهله ولذا فليس من المستغرب أن يأتي منه أكثر من هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>