للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توافت، وأعدادهم إذا تكاملت تضيق عنهم بلاد العدو ولا تسعهم غلاتها، ولا ترويهم مياهها (١) "، وقد توقف العمل بتلك الضريبة بعد معركة الخندق (٢)، ففي سنة (٣٢٨) هـ (٩٣٩ م) اقتصر الخليفة عبد الرحمن الناصر


(١) - المقتبس، تحقيق: شالميتا، ص ٤٤٩.
(٢) - وذلك لأن القتلى والأسرى في تلك المعركة كان جلهم من المتطوعة انظر: المقتبس، تحيقيق: شالميتا ص ٤٣٦. اهتم الأندلسيون بأمر التطوع، ووصل الأمر ببعضهم أن وضع أقوالاً نسبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم كلها تحض على الجهاد في الأندلس، كما أن المرابطة في الثغر إلى نيل الشهادة كانت اولى الحلول لدى الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى بوصفها كفارة للقاتل إذا أبى أهل القتيل القصاص أو الدية. انظر: بغية الملتمس، ص ١٤. النباهي، تاريخ قضاة الندلس، ص ٦٢. ومن هنا لا نستغرب كثرة المتطوعة الذين يخرجون للجهاد في سبيل الله تعالى. وقد ذكر ليفي بروفنسال L.Provencal: Op.Cit. ٣، P: ٦٨ وتابعه هشام أبو رميلة في رسالته عن "نظم الحكم في الأندلس، ص ٣٠٧" أن الحشاد الذين يتم تكليفهم من قبل حكومة قرطبة، لأجل حشد المتطوعة واستنفارهم، كانوا يلجأون إلى طرق ملتوية في الحشد، ولم يفسر بروفنسال ولا من تابعه تلك الطرق الملتوية. وأود أن أذكر هنا أنه إذا كانت كلمات الحشاد التي تعتمد على إثارة الناس من خلال تذكيرهم بعظيم الأجر والمثوبة لمن جاهد حتى تكون كلمة الله هي العليا وما ادخر للشهيد من ثواب، وكذلك إلهاب حماس المخاطبين بالأشعار والأقوال المؤثرة، إذا كان هذا هو التحايل فقول بروفنسال مردود عليه. وبمقابل جهود الحشاد في استنفار الناس للجهاد، نجد أن الرهبان مع ألفونس الثاني "٢٢٧ هـ /٨٤٢ م" ملك جليقية "وليون" قد اخترعوا "سنة ١٩٧ هـ/٨١٣ م" قصة القديس يعقوب وذلك لإثارة النصارى ودفعهم للاستماتة في القتال ضد المسلمين. انظر العلاقات بين الأندلس الإسلامية وأسبانيا النصرانية، ص ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>