للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يقتصر إكرام الدولة لأولئك القادة على تشريفهم في الاحتفالات، بل إنها كانت تضع الثقة الكاملة بهم، فعند تعرض البلاد لأي خطر عسكري فإن أمراء وخلفاء بني أمية يضعون موارد الدولة وإمكاناتها تحت تصرف أولئك القادة (١)، كما يتم إرسال المنح السنية والمكافآت المالية إليهم وهم في مواقعهم العسكرية من أجل شد عزائهم، وبث الحماسة في جنودهم، وبالذات عندما تصل من القائد أخبار تسر الأمير أو الخليفة (٢).

وعند عودة القائد مع قواته منتصراً، كانت الاحتفالات تقام بقرطبة ابتهاجاً بهذه المناسبة، وتكريماً له ولمن معه، فالوزير القائد غالب بن عبد الرحمن عندما عاد من أرض العدوة المغربية محققاً انتصاراً قوياً على مناوئي الدولة، أمر الخليفة الحكم المستنصر بإقامة احتفال كبير بهذه المناسبة واستُقبل القائد استقبالاً رسمياً كان الخليفة في مقدمة الحضور وذلك في شهر المحرم سنة (٣٦٤) هـ (سبتمبر (٩٧٤) م) (٣).

ونظراً إلى انقسام الجيش إلى فرسان "خيالة" ورجالة "مشاة" فإن لكل قسم منهما قائد خاص (٤)، وعندما تريد حكومة قرطبة تكريم أحد القادة العسكريين يتم منحه مظلاً يستظل به عن الشمس، ويقف تحته عند


(١) - المقتبس، تحقيق: د. عبد الرحمن الحجي، ص ١٩١.
(٢) - المصدر السابق، ص ١٣٥. البيان المغرب، ٢/ ٢٤٧.
(٣) - انظر: المقتبس، تحقيق: د. عبد الرحمن الحجي، ص ١٩٤ - ٢٠٢.
(٤) - أخبار مجموعة، ص ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>