للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولاشك أن هذا الاعتقاد أمر لا يقره الشرع ولا المنطق، إذ العزة الحقة مقرونة بالتمسك الصحيح بالأحكام الشرعية، إضافة إلى اتخاذ الأسباب الكفيلة بالنصر.

واللواء عادة لا يحمله إلا من كان أهلاً لحمله، وموضعاً لثقة السلطان، ولذا فإن لواء بني أمية بالأندلس حمله منذ البداية أبو عثمان عبيد الله بن عثمان (١) ثم أخذ بتعاقب على حمله مع عبد الله بن خالد بن أبان بن أسلم (٢)، وإذا كانت معظم الخطط الهامة في دولة بني أمية بتوارثها الأبناء عن الآباء فليس بدعاً أن يكون حمل اللواء قد استمر في ذرية أبي عثمان وعبد الله بن خالد.

ولعقد الراية عند خروج الجيش للغزو رسوم لا يمكن تجاوزها، فعندما أمر الخليفة الحكم المستنصر بالله بعقد الراية للوزير القائد الأعلى غالب بن عبد الرحمن قام إثنان من كبار الوزراء بإحضار الراية ذات القطع الثلاث -العقدة والعلم والشطرنج (٣) - ثم تولى عريف الخياطين عقد هذه الأعلام، واستدعى محمد بن يوسف القبري إمام قصر الخليفة (٤) بالإضافة إلى بعض أئمة النافلة ومن معهم من المؤذنين، وبمجرد استلام عريف الخياطين للراية اندفع القاضي يقرأ سورة


(١) - أخبار مجموعة، ص ٨٧.
(٢) - البيان المغرب، ٢/ ٤٢.
(٣) - المقتبس، تحقيق: د. عبد الرحمن الحجي، ص ٢٥.
(٤) - ابن الفرضي، ترجمة رقم ١٣٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>