للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كان للمعالم الجغرافية في الأندلس الأثر القوي في وضع نظام تعبئة واضح، فقد شكلت أنهار وأودية الأندلس الممتدة بالعرض بين الشرق والغرب، خطوطاً دفاعية، فقد جعل المسلمون وادي إبرة خطاً دفاعياً أول وأطلقوا عليه مسمى: الثغر الأعلى، وأما الخط الدفاعي الثاني فقد شكله وادي نهر التاجه وأسموه: الثغر الأوسط، في حين اتخذوا من الأراضي الغربية الواقعة بين نهري دويره وتاجه خطاً دفاعياً ثالثاً، مطلقين عليه مسمى: الثغر الأدنى.

والمتبع في تعبئة الجيش الأموي وترتيبه هو ما كان سائداً لدى الجيوش الإسلامية عامة، وذلك من حيث تقسيم الجيش إلى مقدمة وساقة وميمنة وميسرة وقلب (١) وقد وردت عدة نصوص لدى العذري (٢) وابن الخطيب (٣) كلها تفيد استخدام أمراء وخلفاء بني أمية في الأندلس لهذا الترتيب عند تعبئتهم لجيوشهم.

وعرفنا مما سبق أن الكور الأندلسية تشترك في عملية تأمين المقاتلين للجيش، وقد ورد نص لدى الخشني ذكر فيه أن الفرج بن كنانة الكناني "غزا معقوداً له على جند شذونة من الغرب مع عبد الكريم بن عبد الواحد إلى جليقية … (٤) وعليه فإن الجيش الأموي في الأندلس، كان قائماً على


(١) - ابن خلدون، المقدمة، ص ٧١٧.
(٢) - نصوص عن الأندلس، ص ٦٨، ١٠١.
(٣) - أعمال الأعلام، ٢/ ٦٣.
(٤) - قضاة قرطبة، ص ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>