للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خروج خرج به قائد من قرطبة (١) إلا أن الحملة فشلت نتيجة لغرق الكثير من المراكب بمن فيها في المحيط ونجا القائد ابن مغيث مع بعض رجاله (٢).

ومن الدلائل الأكيدة على قوة البحرية الأموية في الأندلس في عهد الأمير عبد الله بن محمد يقامها بإخضاع جزر البليار لسيطرة حكومة قرطبة، إذ يبدو أن أهل تلك الجزر قد نقضوا عهداً سبق إبرامه بينهم وبين المسلمين (٣) ومما تجدر الإشارة إليه هنا أن فتح جزر البليار على عهد الأمير عبد الله جاء نتيجة دراسة دقيقة قام بها عصام الخولاني (٤) الذي نجح بعد عودته إلى الأندلس في إقناع الأمير عبد الله بضرورة فتحها فاقتنع بكلامه "وبعث معه القطائع في البحر ونفَّر الناس معه إلى الجهاد (٥) "فاتجه عصام سنة " (٢٩٠) هـ (٩٠٢ م) " على رأس أسطول معظم أفراده من المتطوعين


(١) - المقتبس، تحقيق: د. محمود مكي ص ٣٩٨.
(٢) - المصدر السابق ص ٣٩٨ - ٣٩٩، البيان المغرب ٢/ ١٠٣ - ١٠٤ إلا أنه جعل اسم القائد: عبد الحميد الرعيطي.
(٣) - جزر الأندلس المنسية ص ٨٨.
(٤) - يذكر ابن خلدون أن عصام الخولاني خرج في مركب يريد الحج، فعصفت الريح بمركبه، فنزل هو ومن معه في جزيرة ميورقه، فطال مقامهم فيها، واطلعوا خلال هذه المدة على أحوال الجزيرة وخيراتها، مما أطمعهم في فتحها، انظر: تاريخ ابن خلدون ٤/ ١٦٤.
(٥) - تاريخ ابن خلدون ٤/ ١٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>