للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسوارها" (١)، ويبدو أن السبب في إقامة هذه الدار في الجزيرة راجع إلى أن مرساها أيسر المراسي للجواز وأقربها من بر العدوة (٢)، ولتقف بقوة أمام دار الصناعة الضخمة التي أقامها عبيد الله المهدي في المهدية (٣).

واجتهد الأمير الأموي بتقوية أساطيله، وبلغ به الأمر أنه كان لا يترك لعمال دور الصناعة فرصة للراحة (٤) كما اهتم ببجانة وأسطولها البحري (٥)، وبواسطة القوة البحرية التي طورها سواء في الجزيرة الخضراء أو غيرها، تمكن من الاستيلاء على بعض ثغور ساحل العدوة المغربية المقابل للسواحل الأندلسية، فبسط نفوذه على مليله سنة (٣١٤) هـ (٦) (٩٢٦ م) وعلى سبته في يوم الجمعة صدر ربيع الأول سنة (٣١٩) هـ (مارس (٩٣١) م).

وعندا استنجد موسى بن أبي الغفافية بالخليفة عبد الرحمن الناصر، ليمده بقوة عسكرية تمكنه من القبض على الحسن بن عيسى بن أبي العيش، بعث إليه الخليفة بقوة عسكرية غادرت إلى مياه العدوة المغربية بواسطة الأسطول الأندلسي، وذلك في يوم السبت لليلتين خلتا من


(١) - الروض المعطار ص ٢٢٣.
(٢) - المصدر السابق والصفحة.
(٣) - اتعاظ الحنفا، ١/ ٧٠.
(٤) - في تاريخ المغرب والأندلس ص ١٩٩ - ٢٠٠.
(٥) - الروض المعطار ص ٨٠.
(٦) - المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب ص ٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>