للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تاريخ إنشائها، إلا أن لوحة تذكارية وجدت مثبتة في الجادر الخلفي للكنيسة العظمى في طرطوشة احتوت على معلومات عن دار الصناعة تلك، فاللوحة المذكورة جاءت مربعة الشكل تقريباً، طول ضلعها خمسين سنتيمتر تقريباً، كتب فيها عشرة أسطر جاء فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم. أمر بإنشاء هذه الدار عدة الصناعة والمراكب عبد الله عبد الرحمن أمير المؤمنين أيده الله، فتم بناؤها على يد قائده وعبد هـ عبد الرحمن بن محمد بعون الله ونصره في سنة ثلث وثلثين وثلاثمائة وكتب عبد الله بن كليب (١) ".

ومما ساعد على قيام دار الصناعة بطرطوشة وفرة أخشاب الصنوبر بغاباتها وهي أخشاب وصفت بأنها من أنسب الأخشاب لصناعة السفن وذلك لطولها وغلظها وعدم تأثير السوس فيها (٢) وبالإضافة إلى هذه الإنشاءات الوفيرة أنشأ الناصر أيضاً دار صناعة ضخمة في المرية إذ ثبت أهمية المرية كمنطلق رسمي لحركة الأساطيل منها ومع توالي الأيام أخذت


(١) - الحلل السندسية، ٣/ ١٠ حاشية رقم ١. الآثار الأندلسية الباقية ص ١٢١ - ١٢٢.
(٢) - نزهة المشتاق ص ٥٥٥، الروض المعطار ص ٣٩١. وقد اتبع الأندلسيون في نقل هذه الأخشاب المهمة في صناعة السفن طريقة فريدة، فقد ذكر الإدريسي أن هناك حصن "قلصة" تتصل به جبال كثيرة ينبت فيها شجر الصنوبر على نطاق واسع، فيتم قطع هذه الأشجار، ويتم إلقاء الأغصان الصالحة للصناعة في النهر حيث يحملها بدوره إلى جزيرة شقر ومنها إلى حصن قلبيره، ثم تحملها المراكب إلى دانية فتصنع منها السفن الكبار والمراكب الصغار، انظر: نزهة المشتاق ص ٥٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>